ترك برس
رأى السياسي التركي ياسين أقطاي أن سقوط النظام السوري يمثل نهاية لأكثر الأنظمة وحشية وإجرامًا في العصر الحديث، بعد 61 عامًا من الاستبداد، وأن هذا السقوط جاء بفضل إرادة الشعب السوري الذي قرر أن يحدد مصيره بنفسه.
وأضاف أقطاي في مقال بصحيفة يني شفق أن من المؤسف أن بعض الدول الغربية التي تجاهلت جرائم النظام طوال تلك السنوات، والتي كانت تساهم في تغطيته، هي نفسها التي تتسابق اليوم لتقديم النصائح للحكومة الجديدة بشأن حقوق الإنسان، ومشاركة الأقليات في السلطة.
وقال أقطاي إن هذا التناقض الواضح يكشف عن النفاق السياسي الذي يمارسه الغرب تجاه ما يحدث في سوريا. وأوضح أن الدول الغربية التي صمتت أمام المجازر التي ارتكبها النظام السوري، بما في ذلك القتل والتعذيب والإبادة الجماعية، باتت الآن تتحدث عن "حقوق الأقليات" وكأنها أول قضية يجب التعامل معها في سوريا، بينما كانت سوريا طوال تلك العقود تحكم من قبل نظام أقلية.
وأضاف أقطاي أنه في الوقت الذي كان فيه النظام السوري يعزز حقوق أقلية معينة على حساب الأغلبية، كانت الدول الغربية تظل صامتة أو متواطئة مع هذا النظام، مما أدى إلى نظام فصل عنصري استمر لسنوات طويلة.
وتساءل أقطاي: "ألم يكن واضحًا للجميع ما فعله هذا النظام في سوريا؟ هل كانت السجون والمجازر والمقابر الجماعية في صيدنايا وتدمر وحلب غير كافية لتوضيح الحقيقة؟"
وأوضح أقطاي أن معظم من رحبوا بسقوط النظام وهروب الأسد هم في الواقع من داخل الأقلية النصيرية نفسها. وقال إن النظام الذي سعى لتأسيس حكم يهيمن عليه أقلية نصيرية لم يشارك تلك الأقلية في حكومته بشكل كامل، بل استغلها كأداة لتحقيق مصالحه الشخصية، ما دفع العديد من أفرادها للابتعاد عن الأسد في لحظات الانهيار.
وأضاف أقطاي أنه بالنسبة لأولئك الذين يحاولون اليوم تقديم الحماية للمشاركين في جرائم النظام السوري تحت ذريعة حماية الأقليات، فإن الحقيقة هي أن كل من ارتكب جرائم ضد الإنسانية لن يُمنح العفو، بغض النظر عن هويته العرقية أو الدينية. وأكد أنه لا مكان للتسامح مع المجرمين في سوريا، وأن الثورة السورية كانت من أجل العدالة والمساواة.
وقال أقطاي أيضًا إنه يجب على السوريين أن يرفضوا فكرة نظام المحاصصة الطائفي أو الفيدرالي الذي فرضته القوى الخارجية في العراق ولبنان، والذي أسفر عن فوضى ودمار في البلدين. وأضاف أنه لا مكان لهذه الأنظمة في سوريا التي يجب أن تكون دولة قانون ومساواة لجميع أبنائها، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الطائفية.
واختتم أقطاي بالقول إن الغرب الذي صمت طويلًا أمام النظام الديكتاتوري في سوريا يجب أن يتحلى اليوم بالمسؤولية ويترك السوريين يحددون مستقبلهم بعيدًا عن التدخلات الخارجية التي تهدف إلى تأجيج الانقسامات الطائفية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!