ترك برس
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "إننا ندرك جيدا أن فقدان الحيطة والحذر واليقظة ولو للحظة واحدة ستكون له عواقب وخيمة".
وترأس أردوغان يوم الاثنين اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وعقب الاجتماع ألقى خطابا موجها للشعب تطرق فيه إلى القضايا التي تم تناولها في الاجتماع.
وأضاف أردوغان: "لقد عقدنا اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية الأسبوع الماضي في أجواء كنا نشعر فيها بحزن عميق بسبب الحريق الذي اندلع في منطقة كارتالكايا بمحافظة بولو. أسأل الله أن يرحم كل إخوتنا الـ 78 الذين فقدوا حياتهم في كارثة الحريق. وأتمنى الصبر والسلوان لمواطنينا الذين فقدوا أحباءهم وأقاربهم. وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى. ورغم مرور أسبوعين على المأساة، إلا أن ألمنا وغضبنا لا يزالان كبيرين".
وتابع: "نحن نقوم وسنقوم بكل ما يلزم لضمان تقديم جميع المسؤولين إلى العدالة. كل من كان مهملا أو مخطئا في كارثة حريق الفندق في منطقة كارتالكايا بولو لاسيما الجشعين الذين لم ينفقوا دخل ليلة واحدة على تدابير الوقاية من الحرائق، سيحاسبون واحدا تلو الآخر. لقد تقطعت قلوبنا وشعرنا بالألم الشديد للخسائر في الأرواح. ولا يكن عند أحد شك بأن المقصرين والمهملين سيقفون أمام العدالة".
"نحن نتعامل مع جميع المراحل بدقة متناهية مستمدين قوتنا من تراث يمتد لألف عام"
وأردف: "نحن نمر بمرحلة تتجسد فيها الصفات التاريخية بشكل كامل في سياق التطورات الإقليمية والعالمية. إن معظم هذه الأحداث التي تشكّل تاريخ العالم والإنسانية تدور في منطقة جغرافية تقع تركيا في مركزها. ومما لا شك فيه أن تركيا تأتي على رأس الدول الأكثر تأثرا بهذه الأحداث بشكل مباشر. إننا ندرك جيدا أن فقدان الحيطة والحذر واليقظة ولو للحظة واحدة ستكون له عواقب وخيمة".
وقال: "نحن نقرأ الصورة أمامنا من خلال العدسة الواسعة لعقلية الدولة التي تطورت وتبلورت نتيجة لآلاف السنين من الزخم التاريخي. ولهذا السبب لا ندخل إلى المياه التي لا نستطيع رؤية قاعها. إننا ندير جميع المراحل بدقة متناهية، مستمدين قوتنا من تراث يمتد لألف عام وأفق يمتد لمئة عام".
"يجب علينا ألّا نتخلى عن إخواننا في غزة"
وأضاف: "لقد قمنا بتقييم آخر المستجدات على الساحة في غزة بشكل مفصل مع رئيس مجلس الشورى في حركة حماس السيد محمد درويش والوفد المرافق له. وأكدت لهم بشكل واضح أننا مستعدون للقيام بما يلزم لإدامة اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بفضل مساهمة بلدنا. كما أعرب وفد حماس عن شكره إلى تركيا على دعمها القوي للقضية الفلسطينية وسكان قطاع غزة. وفي هذا الوقت تستمر عمليات تبادل الأسرى والمعتقلين رغم كل الاستفزازات التي تقوم بها إسرائيل".
وتابع: "إضافة إلى ذلك، بدأت المساعدات الإنسانية تدخل إلى غزة بعد 15 شهرا من الحصار والدمار. وبهذه المناسبة أود أن أقول بكل صدق: عندما نرى إرادة إخواننا في غزة فيما يتعلق بالدفاع عن أرضهم وبيوتهم ووطنهم، فإن احترامنا لهم يزداد أكثر فأكثر. إن مجرد النظر إلى الفارق الشاسع بين الأسرى الذين أفرجت عنهم إسرائيل والأسرى الذين أفرجت عنهم حماس كافٍ لرؤية الفارق في العقلية. يجب علينا ألّا نتخلى عن إخواننا في غزة في هذه الفترة. واليوم أجدد دعوتي لتقديم المزيد من الدعم للشعب المظلوم في غزة قبل حلول شهر رمضان المبارك".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!