![](https://www.turkpress.co/sites/default/files/field/image/w_20.jpeg)
إسلام الغمري - خاص ترك برس
مرة أخرى، يظهر وجه الغطرسة الأمريكية في تصريح صادم للرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، الذي يرى غزة مجرد قطعة أرض استثمارية يحلم بتحويلها إلى “موناكو الشرق”، كأنها أرض بلا شعب، وكأن قرار مصيرها بيده أو بيد صهره اليهودي المتحمس لهذا المخطط الخبيث.
لكن الحقيقة التي يحاول هذا الطاغية القفز فوقها هي أن غزة ليست للبيع، ولن تكون أبداً مشروعاً تجارياً لمستثمرين يبحثون عن الربح. غزة لها أهلها، وشعبها العظيم الذي قدّم التضحيات الجسام، وصاغ بدمائه ملحمة مقاومة، لم يعرف لها التاريخ الحديث مثيلاً. هذا الشعب لا يبحث عن رفاهية المنتجعات بقدر ما يناضل من أجل الحرية والكرامة والسيادة على أرضه، ولن يقبل بأي مشروع يُراد به طمس هويته أو استبداله بكيانات دخيلة.
الاحتلال هو من يجب أن يرحل
إذا كان هناك من يجب عليه أن يرحل، فهو الاحتلال الصهيوني الذي جثم على أرض فلسطين بقوة السلاح والدعم الغربي، وليس الشعب الفلسطيني الذي هو صاحب الأرض والحق. الاحتلال الإسرائيلي هو الكيان الطارئ الذي لا يمتلك جذوراً في هذه الأرض، مهما حاول تزييف التاريخ وتغيير الجغرافيا. أما أهل غزة، فهم جزء من أمة عريقة تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ، صمدوا في وجه الحصار والعدوان، وأثبتوا للعالم أن الاحتلال قد يفرض واقعاً بالقوة، لكنه لن يستطيع انتزاع الإرادة الحرة.
كل المؤامرات التي حيكت لغزة منذ عقود، من الحصار إلى الحروب المتكررة، إلى محاولات التهجير، لم تنجح في كسر إرادة أهلها. واليوم، يأتي من يظن أنه يستطيع بمخططات استثمارية أن يمحو نضال هذا الشعب أو يشتري صموده بثمن بخس، متجاهلاً أن غزة لم تكن يوماً تبحث عن الرخاء الاقتصادي على حساب القضية والحقوق، بل كانت وما زالت تبحث عن الحرية والاستقلال، فإما نصر أو استشهاد.
غزة ليست للبيع.. ونحن لها حُماة
إن الحديث عن بيع غزة أو تحويلها إلى “مشروع اقتصادي” يعكس عقلية استعمارية ترى في الشعوب مجرد أرقام وفي الأوطان مجرد عقارات. لكن هذه الرؤية تتجاهل الحقيقة الكبرى: غزة ليست أرضاً معروضة في مزاد، بل هي أمانة في أعناق أهلها وأمتها، والحديث عن مستقبلها لا يكون في مكاتب المستثمرين، بل يُخط على أرض المعركة بدماء الشهداء والمقاومين.
لذلك، نقول لهذا الطاغية ومن وراءه من الصهاينة وداعميهم:
غزة ليست للبيع.. فهي لأهلها، وتاريخها يشهد أنها مقبرة للغزاة، ومن يجب أن يرحل هم المحتلون لا أصحاب الأرض. وإذا ظن أحد أن الشعب الفلسطيني قد يرضى بالمساومة، فقد أخطأ التقدير، فهذه الأرض لم تكن يوماً سلعةً، بل وطنٌ يُدافع عنه بالأرواح، حتى التحرير الكامل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس