ترك برس

قال الكاتب والخبير الاقتصادي التركي إيردال تانس قاراغول، إن السياسات الاقتصادية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويسعى إلى فرضها بالقوة، ستزيد من حدة الاضطرابات الاقتصادية العالمية، وتعزز حالة عدم الاستقرار، فضلا عن زيادة احتمال نشوب حروب وفوضى جديدة.

وأكد الكاتب في مقال بصحيفة يني شفق، أن ترامب بدأ برفع الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة إلى الولايات المتحدة بهدف الاستحواذ على حصة أكبر من التجارة العالمية، وتوجيه الإنتاج الصناعي إلى الداخل الأمريكي، وتعزيز الإيرادات الضريبية.

وأضاف أنه من المتوقع أن تمتد هذه السياسة لتشمل دولًا أخرى، فضلًا عن مجموعات اقتصادية كمجموعة بريكس التي تضم منافسين استراتيجيين لواشنطن.

وفي ما يلي نص المقال:

بدأ ترامب ولايته بخطاب سريع يهدف إلى تغيير النظام الاقتصادي القائم لصالحه، حيث برزت قضايا الطاقة ومسارات التجارة والتجارة العالمية في صدارة أجندته.

ما إن تولى ترامب الرئاسة حتى جعل ملف الطاقة على رأس أولوياته، وأعلن "حالة الطوارئ الوطنية في مجال الطاقة" لتعزيز إنتاج الطاقة، مما كشف عن خطته للتعامل مع الدول التي تمتلك موارد الطاقة.

وكانت غزة أول محور أشار إليه في هذا السياق.

إذ يكمن خلف خطته لإخلاء غزة رغبة في السيطرة على مواردها من الطاقة، ونقلها إلى الأسواق العالمية، وتعزيز النفوذ في شرق البحر المتوسط.

ويسعى ترامب إلى جعل كلٍّ من الولايات المتحدة وإسرائيل طرفين رئيسيين في المعادلة الجديدة للطاقة في شرق المتوسط، مستغلاً الموقع الاستراتيجي لغزة.

ومن الواضح أن من يهيمن على شرق المتوسط سيكون لاعباً رئيسياً في معادلة الطاقة العالمية.

الممرات التجارية الجديدة

وعلى غرار رؤيته لموارد الطاقة يسعى ترامب إلى فرض سيطرته على الممرات التجارية، لا سيما البحرية، ضمن النظام الاقتصادي العالمي الجديد الذي يحلم بتشكيله

وفي هذا الإطار، برز اهتمامه بقناة بنما، إذ إن الهيمنة على هذا الممر الحيوي تعني السيطرة على جزء كبير من التجارة البحرية، ولا سيما حركة التبادل التجاري بين آسيا وأمريكا وأوروبا.

فهذه القناة تُعد ممرًا استراتيجيًا حيويًا، يؤثر بشكل كبير على حجم التجارة العالمية، ويعزز الترابط بين الأسواق الدولية، ويوفر مسارات نقل سريعة بين الدول.

وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول الأكثر استخداماً لهذا الممر، تليها الصين واليابان اللتان تمتلكان ثقلاً تجارياً مهماً في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ولذلك فإن السيطرة على طرق التجارة البحرية تُعد خطوة استراتيجية ضرورية للحفاظ على الهيمنة الاقتصادية وتعزيز النفوذ السياسي.

تغيير مسار التجارة العالمية

بدأ ترامب برفع الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة إلى الولايات المتحدة بهدف الاستحواذ على حصة أكبر من التجارة العالمية، وتوجيه الإنتاج الصناعي إلى الداخل الأمريكي، وتعزيز الإيرادات الضريبية.

وقد استهل هذه السياسة بفرض رسوم على الصين، باعتبارها أكبر منافس للولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن تمتد هذه السياسة لتشمل دولًا أخرى، فضلًا عن مجموعات اقتصادية كمجموعة بريكس التي تضم منافسين استراتيجيين لواشنطن.

ومن الواضح أن السياسات الاقتصادية التي ينتهجها ترامب، ويسعى إلى فرضها القوة، ستزيد من حدة الاضطرابات الاقتصادية العالمية، وتعزز حالة عدم الاستقرار، فضلا عن زيادة احتمال نشوب حروب وفوضى جديدة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!