ترك برس

في مقال لافت بصحيفة يني شفق، دعا الكاتب والإعلامي التركي المقرب من دوائر صنع القرار، إبراهيم قراغول، إلى إقامة النسخة القادمة من مهرجان "تكنوفيست" لتكنولوجيا الطيران والفضاء في العاصمة السورية دمشق، مؤكدًا أن "التاريخ لا يُكتب إلا بأقلام الكبار"، وأن تركيا ترسم خرائطها الجديدة من خلال أدوات القوة الناعمة والرمزية.

وقال قراغول: "لماذا لا يُقام مهرجان تكنوفيست القادم في دمشق؟ مجرد اقتراح... لما لا؟ ليس مستحيلًا. وفي المستقبل القريب، سيدرك الجميع أنه ليس مستحيلًا". 
 وأضاف أن "التاريخ لا يُكتب إلا بأقلام الكبار. والجغرافيا لا يُرسمها إلا أصحاب الرؤية الكبرى. أما نحن، فقد أغلقنا منذ زمن قوس التاريخ المتجمّد. وسيرى الداخلون في اللعبة، كما ستراه إسرائيل أيضًا".
ولفت إلى أن العاجزين عن فهم هذا المسار الجارف للقوة، المصمَّم منذ البداية على مقارعة الكبار، هم من سيخسرون القرن الحادي والعشرين.

وأضاف: "إقامة مهرجان تكنوفيست في قبرص التركية كان دلالة واضحة على الخريطة التي نرسمها في أذهاننا. كان إعلانًا عن بناء القوة وعن رموزها. إذًا، علينا أن نقيم تكنوفيست القادم في دمشق. أو في بيروت".

وتابع: "هكذا تُبنى الخرائط. هكذا تُدافَع عن الجغرافيا. فتركيا دولة من هذا النوع. ليقبل الجميع بهذه الحقيقة. ولنطرح سؤالًا: لماذا لا؟!".

ويُعد مهرجان "تكنوفيست"، الذي تنظمه مؤسسة فريق التكنولوجيا التركي (T3) بالتعاون مع وزارة الصناعة والتكنولوجيا التركية، منصة ضخمة لعرض الابتكارات في مجالات الذكاء الصناعي والطيران والفضاء والدفاع السيبراني. 

وتحوّل المهرجان في السنوات الأخيرة إلى واجهة رمزية لطموحات تركيا التكنولوجية والجيوسياسية، بعد أن أُقيمت نسخ منه في إسطنبول وأنقرة وأذربيجان، إضافة إلى النسخة الأخيرة في جمهورية شمال قبرص التركية.

ويعكس اقتراح قراغول رغبة تركيا في توسيع نفوذها الثقافي والتقني في الجوار الإقليمي، وخصوصًا في مناطق النفوذ التاريخي للدولة العثمانية. كما أنه يتقاطع مع خطاب القوة الصاعدة الذي تعتمده أنقرة في السنوات الأخيرة، والذي يجمع بين التكنولوجيا والرمزية السياسية والجغرافيا.

والأسبوع المنصرم، شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حفل توزيع جوائز مهرجان تكنوفيست لتكنولوجيا الطيران والفضاء الذي يعتبر أكبر مهرجان لتكنولوجيا الطيران والفضاء في العالم وتم تنظيمه في جمهورية شمال قبرص التركية.

وقال الرئيس أردوغان في كلمة خلال المهرجان: "نحن الشعب التركي والقبارصة الأتراك أصحاب هذه الأرض. ومن يجهل هذا الأمر فليعلمه، ومن لم يسمع به فليسمعه. إن هذه الأرض التي يحتضن كل شبر منها جثمان شهيد لجندي تركي وجندي من القبارصة الأتراك، هي إرث شهدائنا وأمانتهم". 

أضاف: "إن بصماتنا وأعمالنا وذكرياتنا الخالدة موجودة في كل شبر من الجزيرة. نحن هنا منذ قرون. وكنا هنا قبل 51 عاما. وها نحن هنا مجددا مرة أخرى. إننا سنواصل التواجد هنا لقرون طويلة مع شباب تكنوفيست الذين يرسمون تكنولوجيا المستقبل، ومع أعمالنا التي ترتفع وتسمو في جميع أنحاء شمال قبرص، ومع مشاريعنا الاستراتيجية التي ننفذها برؤية عظيمة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!