طه أوزهان – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
من قديم السنين والمسالة الكردية متواجدة في الساحة السياسية التركية والعالمية، قد تأفل في أوقات لكنا تستطع في أوقات كثيرة. تتكون المشكلة الكردية من الكثير من الأطراف والعوامل ومن أهمها اللغة، فقد عانى الشعب الكردي من ظلم أصاب مناحي الحياة المختلفة حتى تمادى الى ان وصل الهوية الكردية ليمس باللغة الكردية، فقد أدى محاولة الكماليين استيعاب الشعب الكردي ومحاولة تطويعه واستخدامهم في ذلك سياسيات غير أخلاقية الذي بدوره زاد من الطين بله. في زوبعة هذه الازمة تفيض المشاعر الكردية بالكثير لكن ما ينتصف هذه الازمة يجعل من حلها صعب ويزيد من تعقيدها واقصد بهذا حزب العمل الكردستاني.
لقد اعتمد حزب العمل الكردستاني سياسة المشاغب في حربه للحكومات القليلة المتعاقبة عندما بدا يتصرف كالمدلل الغير مسؤول، فقد اعتمد في حربه على المحاولات المستمرة والدؤوبة لتشويه حزب العدالة والتنمية لتشويه الحكومة وليبرر عدائه وحربه لتركيا. فرغم كل المحاولات المتكررة والمحمومة من حزب العدالة والتنمية لتلطيف الجو السياسية وإعطاء الاكراد كل حقوقهم الا ان حزب العمل الكردستاني يأبى الالتفات لهذا ويفضل العيش بالماضي وما حمله الماضي له وللأكراد من مظلومية، فهم يعمدون الى الماضي ليستقو منه الاحداث والبراهين بان حكومة العدالة التنمية انما هي امتداد طبيعي لحكومات الكماليين التي كانت تظلمهم، ويحشدون في سبيل هذا الجهود والأدلة والبراهين منسلخين بذاك عن الواقع وحقائقه.
وفي هذا السياق فاني اسأل وأقول: كيف أصبح حزب العمل الكردستاني عدو لتركيا؟ وما هي العوامل التي أدت الى ذلك؟ وما هو الوسط السياسي سواء في تركيا او في الشرق الوسط الذي دفع الى هذه العداوة؟ وكيف نستطيع ان نفسر هذه العداوة؟ وهل هذه العداوة مقتصرة على الجغرافية التركية ام ان هنالك عواصم عالمية ذات أصابع خفية في هذه العداوة؟
وفي باب تفسير أسباب هذه العداوة نستطيع فهمها في سياق الجو السياسي العام والجيوسياسية، فحزب العمل الكردستاني يستطيع الجمع بين التناقضات والتحالف معها، فهو وكحزب معادي للرأسمالية يتحالف مع الأسد ومن بعده روسيا وفي نفس الوقت يتحالف مع أمريكا، وبعد النظر الى طبيعة العلاقات الدولية التي يسير من خلالها نفهم سبب العداوة الشديدة بين الحزب والدولة التركية.
وفي احداث حرب سوريا وضمن سياق مجرى المعارك هنالك يعمد حزب العمل الكردستاني الى توظيف كل ما يمكن توظيفه في سبيل زيادة المد القومي الكردي، فبعد تحالفه مع الأسد في بعض المناطق يقوم بحملات إعلامية عديدة ومتكررة بهدف ضرب الدور التركي وزيادة الاحتقان على الحكومة التركية بنشر أكاذيب وافتراءات ما لها من أصل. وبعد هذا كله وإذا وضعنا الأمور في سياقها الحقيقي دون القياسات والقراءات الغير واقعية نفهم سبب العداوة وطبيعتها وان حل قريب لها غير وارد في الاجندة الكردية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس