
حسناء جوخدار - ترك برس
في قلب بحر إيجه، حيث تلتقي عجائب الطبيعة بروعة التاريخ، تقع تحفة لا مثيل لها تجمع بين بياض الثلج الساحر وحكايات الحضارات القديمة. باموق قلعة، أو "قلعة القطن" كما يُطلق عليها، ليست مجرد تشكيلات جيولوجية مدهشة، بل هي إطار طبيعي لواحدة من أعظم المدن المقدسة في العصور القديمة - هيرابوليس.
هنا، تنساب المياه الحرارية منذ آلاف السنين لترسم لوحة فنية من التراسات البيضاء المتلألئة تحت أشعة الشمس، بينما تحيط بها آثار مدينة شهدت عصور الفريجيين والرومان والبيزنطيين.
كل حجر في هذه الأرض يحكي قصة، كل نبع ماء يهمس بأسطورة، في مشهد يجعل الزائر يحس وكأنه يعبر بوابة زمنية إلى عالم حيث الجمال الطبيعي والتراث الإنساني يمتزجان في تناغم أخّاذ. هذه ليست مجرد وجهة سياحية، بل هي رحلة إلى صميم التاريخ وروح الطبيعة في آن واحد.
دخلت هيرابوليس المقدسة في فريجيا قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1988. يُعتقد أن المدينة أسسها الملك يومينيس الثاني من بيرغامون في القرن الثاني قبل الميلاد، وسُميت على اسم "هيرا" زوجة تيليفوس الأسطوري مؤسس بيرغامون.
وفي عام 129 ق.م، ضُمت المدينة إلى مقاطعة آسيا التابعة للإمبراطورية الرومانية، حيث حكمها حكام رومان. عاشت هيرابوليس عصرها الذهبي بين عامي 96 و162 م، ثم أُدرجت ضمن مقاطعة فريجيا بكاتيانا في القرن الثالث الميلادي.
لعبت هيرابوليس دورًا محوريًا في انتشار المسيحية في الأناضول، كما أنها المدينة التي استشهد فيها القديس فيليبس أحد تلاميذ المسيح الاثني عشر. لذا، أُعلنت مركزًا دينيًا تكريمًا له في القرن الرابع الميلادي، ثم حصلت على لقب "دليل الشرق" قبل أن تصبح جزءًا من الإمبراطورية الرومانية الشرقية عام 395 م ومركزًا أسقفيًا.
في هيرابوليس (التي تعني أيضًا "المدينة المقدسة")، يمكن للزائرين مشاهدة:
المقبرة الأثرية (نيكروبوليس)
بوابة دوميتيان
المسرح الذي يصور مشاهد من الأساطير
شارع فرونتينوس
الأغورا (السوق العامة)
بوابة بيزنطية شمالية
صالة للألعاب الرياضية (جيمناسيوم)
نافورة تريتون
معبد أبولو
قنوات المياه والحمامات النيمفية
الأسوار
مبنى مارتيريوم القديس فيليبس وجسر
كنيسة الأعمدة والكاتدرائية
بقايا الحمامات الرومانية
اكتشافات أثرية حديثة
كشفت أعمال التنقيب بين 2010-2013 في كنيسة القديس فيليبس عن قبره، كما تم تحديد موقع "بوابة الجحيم" (بلوتونيوم) جنوب معبد أبولو.
معجزة طبيعية: تراسات باموق قلعة البيضاء
تتشكل هذه التحفة الجيولوجية من ترسبات الكالسيوم في المياه الحرارية على مدى آلاف السنين، تمتد على مسافة 2700 متر بارتفاع 160 مترًا. ببياضها الساطع، يمكن رؤية باموق قلعة من على بعد 20 كم! وتضم المنطقة خمسة ينابيع حرارية تتراوح حرارتها بين 35-36°C.
بيانات اليونسكو:
تاريخ التسجيل: 1988
رقم القائمة: 485
الموقع: منطقة إيجه، دنيزلي
التصنيف: طبيعي/ثقافي
المصدر: وزارة الثقافة والسياحة التركية
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!