
ترك برس
وقعت تركيا والولايات المتحدة الأمريكية مذكرة تفاهم للتعاون النووي المدني الاستراتيجي، على هامش مباحثات رئيسي البلدين رجب طيب أردوغان، ودونالد ترامب، في واشنطن.
ونقلت وكالة رويترز عن وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار قوله إن تركيا والولايات المتحدة وقعتا مذكرة تفاهم للتعاون النووي المدني الاستراتيجي يوم الخميس خلال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى البيت الأبيض.
وذكر بيرقدار على أحد مواقع التواصل الاجتماعي التركية بعد توقيع المذكرة "بدأنا عملية جديدة من شأنها تعميق الشراكة الراسخة متعددة الأبعاد بين تركيا والولايات المتحدة في مجال الطاقة النووية".
واستضاف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الخميس، نظيره التركي رجب طيب أردوغان في البيت الأبيض، في لقاء يوصف بأنه الأكثر أهمية منذ سنوات بين واشنطن وأنقرة، ويمثل عودة أردوغان إلى أروقة مطبخ القرار الأميركي بعد غياب امتد 6 أعوام.
وناقش الزعيمان حزمة واسعة من الملفات الإستراتيجية، بدءا من التعاون الدفاعي وصفقات التسليح والتجارة، وصولا إلى القضايا الإقليمية مثل الحرب في غزة والأزمة السورية. وأشاد الرئيس ترامب بنظيره أردوغان، واصفا إياه بأنه "رجل قوي يحظى باحترام واسع في تركيا وأوروبا والعالم"، ومؤكدا أنه تربطه به صداقة قديمة.
ووفقا لشبكة الجزيرة، شكل ملف التعاون الدفاعي محورا رئيسيا في مباحثات أردوغان وترامب؛ إذ سعى الرئيس التركي إلى تجاوز تداعيات شراء أنقرة منظومة الدفاع الروسية "إس-400"، والتي تسببت عام 2019 في إخراج تركيا من برنامج مقاتلات "إف-35" وفرض عقوبات أميركية بموجب قانون "كاتسا".
ترامب من جهته لم يستبعد إمكانية بيع المقاتلات لتركيا، وقال إنه يعتقد أن أردوغان "سينجح في شراء ما يريد"، ملمحا إلى احتمال رفع العقوبات إذا ما أحرزت المفاوضات تقدما.
كما كشف أن ملف طائرات "إف-16" حاضر بقوة على جدول المباحثات، حيث تتفاوض أنقرة لشراء 40 طائرة جديدة لتحديث أسطولها، وقد أعدت واشنطن بالفعل مذكرة تفاهم أولية لدعم قدرات سلاح الجو التركي.
وفي السياق ذاته، طرح ترامب إمكانية تزويد أنقرة بمنظومات باتريوت بديلا عن "إس-400″، وأكد الزعيمان التزامهما بمواصلة الحوار لتسوية الملفات العسكرية العالقة، وتطوير الشراكة الدفاعية على أسس أكثر متانة.
أولى الجانبان مساحة واسعة للتعاون الاقتصادي؛ إذ أكد الرئيس الأميركي ترامب رغبته في توسيع العلاقات التجارية مع أنقرة، متوقعا التوصل إلى اتفاقيات "رائعة" خلال المرحلة المقبلة.
وتصدرت المباحثات صفقة ضخمة مع شركة بوينغ، حيث يُنتظر أن تقتني الخطوط الجوية التركية أكثر من 200 طائرة مدنية من طرازي 737 و787، بمحركات من إنتاج شركة جنرال إلكتريك، بقيمة تقترب من 10 مليارات دولار.
وتندرج هذه الصفقة ضمن حزمة تفاهمات تجارية قد تصل قيمتها الإجمالية إلى 50 مليار دولار وفق تقديرات إعلامية، ما يشكل دفعة قوية للتبادل الاقتصادي بين البلدين.
كما ناقش الطرفان مسألة الرسوم الجمركية، في ظل مساعي تركيا لإزالة القيود التي تعيق صادراتها إلى السوق الأميركية، وفي هذا السياق، أثنى ترامب على جودة الصناعة التركية قائلا إن أنقرة "تصنع منتجات رائعة، ونحن نشتري منها الكثير وهم يشترون منا الكثير"، في إشارة إلى تشابك المصالح الاقتصادية.
ولم تغفل المحادثات ملف "بنك خلق" التركي الخاضع لإجراءات قضائية في الولايات المتحدة، إذ أدرجه ترامب ضمن القضايا المطروحة للبحث، في محاولة لإيجاد تسوية دبلوماسية لهذا الخلاف الذي أثقل العلاقات في السنوات الماضية.
احتلت الأزمة السورية موقعا بارزا في مباحثات أردوغان وترامب، في تحول لافت بعد سنوات من التباعد بين أنقرة وواشنطن حيال هذا الملف.
وأعلن ترامب خلال المؤتمر الصحفي أنه بصدد إصدار "إعلان مهم" حول سوريا، مشيرا إلى رفع بعض العقوبات عن دمشق، استجابة لطلب تركيا والسعودية وقطر، من أجل منحها "فرصة لالتقاط الأنفاس".
وأشاد بالدور التركي في التطورات الأخيرة، معتبرا أن أردوغان كان المسؤول عن "إنجاز تاريخي" تمثل في إزاحة النظام السابق، واصفا ذلك بأنه "نصر لتركيا" يمهد لمرحلة تعاون جديدة لإعادة الاستقرار والإعمار.
أما الحرب في غزة، فكانت بدورها حاضرة على طاولة النقاش رغم تباين موقفي البلدين، فأنقرة تواصل انتقادها الشديد لإسرائيل، بينما تؤكد واشنطن تحالفها معها، مع سعي إدارة ترامب إلى الوساطة لوقف القتال. ورغم الخلافات، شدد الطرفان على أهمية وقف الحرب وحماية المدنيين ودعم الجهود الإنسانية في القطاع.
وعلى صعيد الناتو، أكدت القمة مكانة تركيا المحورية في الحلف وحرص واشنطن على تعزيز التعاون معها، فترامب شدد على أن التفاهم مع أنقرة هو مفتاح الاستقرار في المنطقة، مطالبا تركيا بوقف شراء النفط الروسي تضامنا مع الجهود الغربية لعزل موسكو.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!