
ترك برس
تصاعدت في تركيا خلال الفترة الأخيرة الدعوات الرسمية والشخصيات البارزة إلى ضرورة امتلاك البلاد للطاقة النووية، باعتبارها عنصرًا أساسيًا للأمن القومي وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الخارجية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن محطة "آق قويو" النووية الجاري العمل على إنشائها في ولاية مرسين، جنوبي البلاد، ستُعفي تركيا من استيراد 7 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً وستسهم بـ50 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي.
وفنّد أردوغان خلال تصريحاته بالمجمع الرئاسي، مزاعم دعاة حماية البيئة حول بناء تركيا المحطات النووية، قائلاً: "يوجد حالياً 62 مفاعلاً قيد الإنشاء في 15 دولة من بينها تركيا".
وأردف: "إذا أردنا تقليل اعتمادنا على الخارج بمجال الطاقة وتحقيق أهدافنا الخاصة بصافي الانبعاثات الصفرية لعام 2053 وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، فلا بد لنا من إدخال الطاقة النووية إلى سلة إنتاجنا"، ولفت الرئيس أردوغان إلى أن محطة "آق قويو" ستمنع انبعاث 35 مليون طن من الكربون سنوياً.
ومحطة "آق قويو" هي أول محطة ذرية في تركيا، ويضم المشروع، الذي تنفذه شركة "روساتوم" 4 مفاعلات، تبلغ طاقة كل واحد منها 1200 ميغاواط. وبدأت أعمال البناء في أبريل عام 2018.
وتبلغ تكلفة المشروع الضخم نحو 20 مليار دولار ومن شأنه أن يسهم في تعزيز أمن الطاقة في تركيا وخلق فرص عمل جديدة.
دُشّنت أولى مراحل "آق قويو" في أبريل/نيسان 2023، وتُعَدّ أول محطة تركية للطاقة النووية، ومن بين أكبر الاستثمارات بالبلاد، في إطار اتفاق أبرمته تركيا مع روسيا عام 2010. وتلبّي المحطة 10% من الطلب على الكهرباء في تركيا عند تشغيل كامل وحداتها في عام 2028.
وكانت تركيا وروسيا وقّعتا الاتفاق الحكومي بشأن محطة "آق قويو" عام 2010، في حين بدأ البناء الفعلي عام 2013، وشهد المشروع تسارعا ملحوظا عام 2018، وينص الاتفاق على تحديد ملكية تركيا للمحطة بنسبة 49%، مع الالتزام بتشغيل أول مفاعل بحلول عام 2025، إلى جانب اتفاقية لشراء الطاقة بسعر مضمون.
بدوره، أكد وزير الطاقة والموارد الطبيعية، ألب أرسلان بيرقدار، أن الطاقة النووية تمثل جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي التركي، مشددًا على دورها في خفض الانبعاثات الكربونية وتقليل الاعتماد على الاستيراد في مجال الطاقة. وأضاف أن مسار الطاقة النووية في تركيا بدأ بعد الحرب العالمية الثانية ويمضي الآن "نحو عصره الذهبي"، محققًا تقدّمًا كبيرًا خلال السنوات الـ15 الماضية.
وأشار بيرقدار إلى محطة "آق قويو" النووية في ولاية مرسين، كخطوة مهمة نحو بناء قدرات نووية وطنية، لافتًا إلى أن تركيا بحاجة إلى نحو 15 ألف ميغاواط من الطاقة النووية لتلبية احتياجاتها المستقبلية.
من جانبه، قال سلجوق بيرقدار، مهندس الطائرات المسيّرة التركية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة فريق التكنولوجيا التركي، إن الهدف الاستراتيجي هو الوصول إلى قدرة نووية وطنية خالصة، مشددًا على أن الطاقة النووية تُعد "الخيار الأفضل" مقارنة بمصادر الطاقة المتجددة الأخرى من حيث الاستدامة والإنتاج النظيف.
تركيا بذلك تُبرز التزامها بتعزيز أمنها الطاقي وتهيئة بيئة مناسبة لتطوير قدراتها النووية محليًا، ضمن رؤية استراتيجية طويلة المدى.
وكشف التقرير السنوي لشركة "روساتوم" الروسية أن "الحوار جار مع الشركاء الأتراك لتشكيل أساس قانوني لبناء محطة نووية جديدة في موقع آخر بتركيا، مزودة بمفاعلات من التصميم الروسي".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!