أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس
استمعنا أمس مجددا لأخبار ارتقاء شهداء، لتحترق قلوبنا مرة أخرى، ولا شك أنّ كل مواطن صاحب عقل سليم سيسأل السؤال التالي: إلى متى سيستمر هذا؟ ومَن سيوقف ذلك؟ نحن وصلنا إلى شواطئ السلام، وتجولنا هناك، قبل أنْ تأتي داعش وتجلب عزرائيل معها ليقتلوا ويحرقوا، هم قتلة غير معروفين، ولم يسعَ أحد لإطفاء الحرائق التي أشعلوها.
بل عملوا عكس ذلك، الجميع قام بسكب البنزين على تلك الحرائق، مع اختلاف كميات البنزين سواء بكميات قليلة أو كبيرة، وكلما يتم سكب بنزين تزداد الحرائق ثم يزداد سكب البنزين الجديد على ما تقوم به داعش.
وهذه النيران لم تنتشر بفعل التفجيرات والسلاح فقط، وإنما انتشرت أيضا بسبب عدم المسؤولية وعدم الشعور، والأحاديث والخطابات غير المسؤولة من أناس لا يدركون ما يجري حولهم.
وحان منذ زمن طويل الوقت الذي يجب فيه أنْ يتحرك أحدٌ منا من أجل منع انتشار الحرائق بصورة أكبر، ومن أجل منع أنْ يصبح انتشارها لا يمكن إيقافه، وهنا تقع مسؤولية كبيرة على حزب الشعوب الديمقراطي، فهمها تعرضوا لتهديدات ومهما كانوا تحت الخطر، ومهما تعرضوا لهجمات، إلا أنهم يتحملون مسؤولية كبيرة على صعيد ضبط النفس.
يجب على حزب الشعوب الديمقراطي أنْ يوقف فورا هجمات حزب العمال الكردستاني ضد رجال الشرطة والعساكر الأتراك، ونحن جميعا مضطرون الآن إلى وقف "فوري" لإطلاق النار.
واليوم لا يوجد أي قيمة لسؤال "من بدأ الصراع مجددا"، ولم يعد هناك أي أهمية لسؤال من وقع في استفزاز مَن؟ فاليوم يجب أنْ تتقدم فورا سياسة وقف سفك الدماء، ويجب أنْ تتقدم سياسة الطلب الفوري لوقف سفك دماء من قبل جميع الأطراف.
وإذا كان حزب الشعوب الديمقراطي ينتظر هذا الدعم من عبد الله أوجلان، ويريد ذلك، فعلى الذين يستطيعون تلبية ذلك القيام بهذا الأمر على وجه السرعة، لوضع حد للأوضاع التي تجري حاليا.
لنتحدث لاحقا عمّن قام بمجزرة سوروج، هل هو فعلا داعش أم منظمة أخرى ترتدي ردائه، ولاحقا لنتحدث عمّن قتل رجلي الشرطة، هل فعلا منتمون لحزب العمال الكردستاني، أم اشخاص يرتدون ردائهم؟ لاحقا نبحث عن ذلك ونجيب عن هذه الأسئلة.
اليوم يجب أنْ تُسحب جميع الأيادي عن الزناد، وعلى الجميع القيام بهذه المهمة الملقاة على عاتقهم، ولا شك أنّ حزب الشعوب الديمقراطي يقع اليوم بين نارين، نار المنافسين له، ونار الحاكمين له، لأنّ الحزب اليوم ممثل في البرلمان بـ 80 مقعدا، لكنه مجبور اليوم على التمسك بالحلول السياسية.
بكى الشعب التركي على شبابه أولا، ثم على جنوده ورجال شرطته، وغضب جدا على الدماء المسالة جميعا، واليوم أصبح يدعم عمليات القصف والهجوم، لكن أساس الإرادة الشعبية التركية ترتكز على السلام، وكلما لاح السلام في الأفق وقف الشعب التركي داعما له.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس