أفق أولوطاش - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
تحارب تركيا والحكومة التركية مجموعة من المنظمات الإرهابية على رأسها حزب العمل الكردستاني وداعش والحزب الشيوعي الثوري وغيرها من التنظيمات الصغيرة، وتملك الحكومة التركية خطط واستراتيجيات في محاربة هذه التنظيمات تتناسب مع الظرف السياسي العام ومتطلبات الرحلة والايدلوجيا العامة للحكومة، وكان من متطلبات هذه الاستراتيجية ان لا تبدا الحرب على داعش بشكل رسمي وكبير الا عندما أعلنت ذلك في الأيام الماضية، وفي الفترة التي لم تكن الحربة على اشدها مع داعش سعت الكثير من الأطراف لاستغلال هذا الوضع لنشر البروجبندا وتشويه الحكومة وحزب العدالة والتنمية، في المقابل سعت لتبييض صفحة حزب العمل الكردستاني الإرهابي.
كانت هذه البروجبندا على شكل قوالب جاهزة وسهلة التداول، واليوم نراهم يعدون قوالب جديدة من البروجبندا ليغطوا بها سوءات حزب العمل الكردستاني بعد ان ظهر للعيان فساد القوالب السابقة، وسأعرض هنا بعض من هذه القوالب:
القالب الأول: في هذه الأيام نراهم يروجون الى ان السبب الحقيقي لهذه العمليات العسكرية هو دفع الوضع السياسي التركي الى انتخابات مبكرة، ويقرنون هذه الأكاذيب بهجوم شرس على شخص اردوغان، فنراهم يعرضون قالبهم الجديد متناسين لحقيقة الوضع السياسي الخارجي والداخلي، فلقد أجبرت تركيا على هذا التدخل سواء على داعش او على حزب العمل الكردستاني، فكلا التنظيمين الإرهابيين يتدخلون بشكل مباشر وغير مباشر في السياسية والوضع الداخلي لتركيا، وان تركيا قامت بهذه العملية في سبيل الدفاع عن نفسها لا مثلما يروجون من أكاذيب بان تركيا هي المعتدية وان داعش وحزب العمل الكردستاني هو من يدافع عن نفسه، فالأدلة والحقائق تثبت هذا.
القالب الثاني: نراهم أيضا يروجون الى ان العمل المسلح ضد حزب العمل الكردستاني قد انتهى منذ فترة وان العودة اليه هو غباء وتدهور في العملية السياسية. يروجون لهذه الكذبة متجاهلين حقائق ووقائع تشير بان حزب العمل الكردستاني لم ينهي عملياته في الأراضي التركية قط، قد يكون خفف من وتيرتها في الفترة السابقة لكن لم تنقطع اعماله الإرهابية البتة، وفي سياق هذا الكلام نتذكر كيف كانت ردود فعل التنظيم الإرهابي حزب العمل الكردستاني عندما هاجمه تنظيم داعش في كوباني، فقد ادار الدفة لينتقم من تركيا بدل مهاجمة داعش وقتلوا على أثرها شرطي يعمل في الحكومة التركية، ومن ثم اتبعوا ذلك بهجوم على صحيفة محليه وهم يظنون ان افعالهم الإرهابية انما هي أفعال بطولية.
القالب الثالث: يروجون في وسائل الاعلام المختلفة بان الهدف الحقيقي من العملية العسكرية ليس داعش وانما الاكراد. وهذا كذب وافتراء ومحاولة منهم لحرف الحقائق وتوظيفها في حملاتهم الدعائية على الحكومة التركية، فالحملة العسكرية التي تقوم بها تركيا تستهدف كل البؤر الإرهابية ولا تستثني أحد وهو ما يعني بانها تستهدف داعش وحزب العمل الكردستاني والحزب الشيوعي الثوري وغيرها من البؤر الإرهابية. استخدامهم لمصطلح اكراد بدل حزب العمل الكردستاني يعتبر خدعة إعلامية كبيرة فالأكراد والمكون الكردي موجود في جميع أطراف المعادلة فمعظم الاكراد يقفون مع الحكومة ويؤيدونها في عمليتها العسكرية سواء في تركيا او خارج تركيا في العراق وإيران، وكذلك فان تنظيم داعش يحوي الكثير من الاكراد، فحصر المكون الكردي على حزب العمل الكردستاني ما هو الا البروجبندا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس