أردان زنتورك - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
معاني الإنسانية كثيرة واعدائها كذلك، نعيش اليوم قرف القومية اللاإنسانية عند طيف لا يستهان به في المعارضة السياسية بالذات اليساريين منهم، فيطل علينا ارتغرول اوزكوك في مقالة له على صفحات جريدة الحرية يقول في مطلعها " مهما قلنا وزدنا فلن يتغير شيء" ينتقد فيها بطريقة خبيثة وقذرة استقبال تركيا لـ 2 مليون لاجئ سوريا على الأراضي التركية، ويقول بان تركيا ستعاني من هذه الازمة ما يقارب الـ 20 عاما، فالرائحة النتنة لقوميّته اعمته واصمته عن اقل وابسط مبادئ الإنسانية وجعلته ينسى بان هؤلاء اللاجئين انما هم بسبب دكتاتور ومجرم قاتل في سوريا يدعى بشار الأسد.
قوميته النتنة تركته بلا احاسيس ليتهم المجني عليهم ومن تخطفتهم ايدي المجرمين بأنهم سبب ازمة، وكأنه يقول اتركوا السورين ليموتوا على رقعة شطرنج ساسة العالم ولا تحركوا ساكننا فالعالم لم يأبه بهم ولماذا نابه نحن؟
هنا سأعرض بين ايديكم أسباب تؤكد ان سياسية تركيا خلال 4 سنوات سابقة كانت صحيحة رغم كل ما قيل فيها:
1- في اللحظة التي أعلن الشعب السوري الحر حق الدفاع عن النفس والتحرر بالنضال المسلح، علمت تركيا ان الحرب في سوريا باتت حرب بالوكالة عندما تحركت روسيا بمنظومتها العسكرية وبالأخص منظومة الطيران، وعندما استلمت إيران زمام التحكم بغرفة عملية مغلقة.
2- علمت تركيا أيضا ان الغرب والولايات المتحدة الامريكية ترى في الازمة السورية حرب وكالة أيضا، وترى الازمة السورية من منظار امن إسرائيل، فهي معنية بطول المأساة.
3- كان الصراع بالنسبة لإيران صراع سني شيعي، فعمدت الى القاء قنابل وهي تصم اذان عواصم بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء فلم تسمع لتركيا السنية.
4- لقد رأت تركيا الخطر الداعشي الذي توغل في بلاد اهل السنة لتزيد التوترات الطائفية ولتقضي على أحلام اهل تلك البلاد في الديمقراطية، فكانت اول المحذرين منه.
5- رأت تركيا افلاس السياسية الامريكية عندما بدأت تدعم إيران بالتوجه الشيعي وتدعم البشمركة ووحدات حماية الشعب الكردي.
6- رأت تركيا التحولات في سياسيات الغرب بالنسبة لبشار عندما بدأت تراه حامي إسرائيل وصمام أمان لأمنها بعد احداث شارلي إبدو التي هزت أوروبا.
7- في الوقت الذي كانت إيران تدعم وتقود حرب الوكالة وشعبها الفقير المعدم هو من يدفع الفاتورة باهظة الثمن، كانت تركيا تكرم ضيفها المكلوم جراء فعل الطغاة المجرمين فصرفت الملايين من اجل راحة ضيوفها السوريين.
8- علمت تركيا بان داعش الإرهابي يتم التحكم به من أراضي الحكم الروسي في أفغانستان والقوقاز وهو ما يترك علامات السؤال مطروحة وتتساءل.
9- ان موقف تركيا الثابت نحو بشار وداعش هو نفسه لم يتغير ولم يتزحزح من يومه الأول، فلا سوريا حرة ببشار الأسد، ولا حرب حقيقية وفعالة لداعش من غير قوات على الأرض.
الخطط القادمة المتوقعة:
1- حملة عسكرية مشتركة بين تركيا والتحالف الدولي بقيادة أمريكية للقضاء على داعش واستعادة الأراضي التي سيطر عليها، ومن ثم مواجهة الأسد والبعث بشكل مباشر، والعملية ستكون مشابه لعملية كوسوفو في التسعينات بين أمريكا وتركيا.
2- انحصار النصيرية في اللاذقية ذو الأغلبية النصيرية بإدارة واتفاق مع روسيا.
3- بعد القضاء على داعش في سوريا سيفتح ذلك الطريق ممهدا لتنظيف الموصل والانبار من بقاياهم.
4- ستعود وحدات حماية الشعب الى تكتلاتها الحقيقية وتترك تل الأبيض وغيرها من المناطق التي لا تنتمي للأكراد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس