أردان زنتورك - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
في الأيام والاشهر الأخيرة تصاعدت وتيرة الاتهامات فغدى كل طرف يرمي الاخر بالخصومة ويعاديه، وكان اخر هذه الصيحات ما نراه من الأطراف المختلفة وهي تقذف تركيا والمخابرات العامة التركية بكل سوء وبكل نقيصة.
في البداية نذكر قصة إسرائيل في هذه الرواية، فإسرائيل اعتبرت فيدان رئيس المخابرات التركية عميل لإيران، ففي اعقاب حادثة سفينة مافي مرمرة التي كانت تحاول كسر الحصار الظالم على أهلنا في غزة، كان فيدان قد تقلد مهامه بما يقارب الأسبوع، لكن رغم هذه الحقيقة انطلقت صحف إسرائيلية برواية لمخبر مجهول في الموساد تفيد بان فيدان انما هو عميل لدولة معادية وكان يقصد هنا إيران، وفي سياق الحديث عن ان فيدان وعمالته لإيران كان للتنظيم الموازي راي مشابه في روايته لما حدث في فضيحة نقل الأسلحة لتركمان سوريا.
في رواية أخرى نرى حزب الشعوب الديمقراطية وإيران والتنظيم الموازي قد اتفقوا على ان تركيا والمخابرات العامة التركية برئيسها فيدان انما هم أصدقاء وداعمين لداعش، فقد اتهم رئيس حزب الشعوب الديمقراطية صلاح الدين دميرتاش المخابرات التركية برئاسة فيدان بانها المسؤولة والمدبرة لمذبحة سوراج بالاتفاق مع داعش، وقد اتهم حزب العدالة والتنمية بانها حليف استراتيجي وصديق صدوق لداعش.
الغريب في الموضوع هو ان فيدان كان قبل 5 سنوات عميل لإيران واليوم نراه عميل لداعش وانه الحامل للفكر الوهابي الداعشي المُخترق للحكومة، أي الروايتين هو الصحيح؟ بالله عليكم لا تستحمرو عقولنا واستقروا على رواية نستطيع ان نصدقها...
كل ما نراه اليوم من مثل هذه الروايات وأكثر يندرج تحت بند حرب الوعي، فكل هذه الطوائف انما تسعى لبيع بضاعتها في سوق النخاسة فتراهم لا يعيرون بالا لمعايير المصداقية او الإنسانية في حياتهم السياسية.
ونأتي أخيرا الى اخر صيحات الموسم والتي يتبناها خط إيران وحزب الله اللبناني، فإيران وكما صدر عن قائد حزب الله اللبناني ترى العملية العسكرية الأخيرة على داعش-حزب العمال الكردستاني انما هي عملية ضد حزب العمال الكردستاني لإضعافه وبالتالي مساعدة داعش، لم تنته التصريحات الغريبة لحسن نصر الله عند هذا الحد بل انه وصف إرهابيي حزب العمال الكردستاني والحزب الشيوعي الثوري بمقاتلي الحرية! وشبههم بمقاتلي حماس في غزة! بين كل هذه التصريحات هل نرى تحالف بين نصر الله المجرم والفكر الماركسي اللينيني؟ وفي نفس السياق سمعنا أيضا تصريحات هادي العامري قائد قوات مليشيا بدر العراقية حليفة إيران وقد وافق نصر الله...
على نفس الطريقة والوسيلة نرى صحف تركية ذات توجهات معينة وقد تبنت مثل هذه المواقف وغيرها الكثير الذي لا يخرج عن كونه فقاعات في حرب الوعي الجمعي الذي تشنه هذه الصحف والوسائل الإعلامية ذو الولاءات المشبوهة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس