فردا اوزير – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس
انطلق اردوغان في الأيام القلية الماضية في رحلته على الطريق التجاري التاريخي المنطلق من اسيا والواصل الى اوروبا والمعروف من 2000 سنة قبل الميلاد ويسمى ب "طريق الحرير"، انطلق في رحلته التي يُخيل للبعض بانها سياحية او لأهداف استجماميه، لكن الصحيح انها سياسية بحتة؛ لتواكب تطورات المرحلة والمنطقة وتعقيداتها المتصاعدة، ففي خلال الأسبوع الحالي زار في البداية الصين؛ ثم انطلق إندونيسيا؛ ثم الى باكستان.
يسعى رئيس الصين شي شن بنغ صاحب ثاني أكبر اقتصاد عالمي، الى إعادة احياء خط الحرير القديم، فحسب الخطة الاستراتيجية التي يضعها فان الخط سيرى النور في عام 2049 وسيعبر 65 دولة ليكن الرقم الصعب والميزان الجديد للاقتصاد العالمي. تسعى الدولة الشيوعية في مشروع ال 100 عام ان تصبح الاقتصاد رقم واحد على مستوى العالم؛ أي في عام 2021، اذ انها اليوم تشغل المركز الثاني عالميا بكل جدارة وبمشروع الحرير الذي سيقلب الموازين وسيعيد خط الاقتصاد العالمي من جديد الى الشرق ستصبح الصين أكبر اقتصاد بلا منازع.
تأتي هذه الزيارة في اعقاب المشاكل الأخير والتوترات حول ما دار بأتراك الإيجور، ففي عام 2010 حصل الاتفاق التركي الصيني الذي مثل باكورة بداية التعاون في كل الأصعدة، وكانت هذه الزيارة لإعادة الأمور كما كانت قبل ازمة الإيجور، فكانت الزيارة ناجحة وعادت الأمور للإيجابية القديمة.
لا يقتصر خط الحرير او طريق الحرير على الجانب الاقتصادي، بل انه سيتعدى ذلك الى الجيوش والجانب العسكري، وكذلك الجانب الثقافي والديني وغيرها من الجوانب الحضاري، فسيكون هذا الخط زيادة في التنسيق بين انقرة وبكين في محاربة داعش والفكر الجهادي العالمي المتطرف.
لقد حملت زيارة اردوغان الى ماليزيا وباكستان عنوان محاربة داعش، فالرئيس اردوغان يسعى الى تعاضد الجهود في مواجه الفكر الإرهابي الداعشي بتعريته وكشف زيفه والتعريف بانه ليس من الإسلام بشيء، فالرئيس يسعى الى حشد الدول الإسلامية في صف واحد لمحاربة التنظيم الإرهابي. كذلك فان لقائه مع الرئيس الباكستاني حملت عنوان "الطاقة"، فإيران تحتاج تمرير الغاز عبر باكستان من اجل ايصاله الى الصين واقصى اسيا، كما تحتاج الى تمرير خطوطها كذلك عبر تركيا لإيصاله الى أوروبا، ولهذا فان خط باكستان-إيران-تركيا يجب ان يكون على وفاق وتفاهم لأنهم أيضا سيشتركون في طريق الحرير.
في المقابل نرى ان الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا بدأت تنتابهم لحظات القلق فطريق الحرير سيكون المنافس لاتفاقيات التجارة الحرة التي يسيطرون عليها، وسيقلب معادلات الاقتصاد لتعود من الغرب الى الشرق، وقد ظهرت علامات القلق هذه في مقالة لصحيفة نيويورك تايم وغيرها من المتابعين لزيارات اردوغان عبر اسيا.
لقد عرفنا طريق الحرير من كتب المؤرخين والرحالين الذين جابوا الدنيا، فقد قرانا القصص المذهلة عن هذا الطريق في كتابات ماركو باولو وغيره من الكتاب، لكن اليوم نرى هذا الطرق الأسطوري وهو يعود الى الحياة عبر السياسيين والاقتصاديين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس