فردا أوزيرصحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس
الى اين تتجه الأمور فيما يتعلق بالأسد؟ هذا هو السؤال الذي يُطرح بين تركيا والولايات المتحدة الامريكية، فكلا البلدين يملكان رؤية مختلفة ومغايرة تماما لما يملكه الاخر بشأن الأسد، لكن هذه الرؤى بدأت بالتقارب عندما أعلنت تركيا حربها على داعش في الأراضي التركية وخارجها وراء الحدود السورية، وتماشت لما تدعوا له أمريكا "داعش ثم الأسد".
لكن الحال لا يتوقف عند الولايات المتحدة الامريكية بل نره يفتح صفحة جديدة مع داعمي الأسد من إيران وروسيا، فبعد الاتفاق النووي الايران نعلم يقينا بان ساحة الصراع السوري لم تعد كالسابق وان تفاهمات جديدة جرت بين الغرب بقيادة أمريكا والطرف الإيراني بشأن المنطقة بشكل عام وسوريا بشكل خاص.
اما الغريب والمفاجئ في موضوع الأسد هو زيادة الوتيرة والنبرة الداعية الى سوريا بدون الأسد في الصف الأمريكي في الوقت الذي نرى فيه تركيا تقلل من هذه الوتيرة، ففي لقاء الرئيس الأمريكي أوباما على قناة البي بي سي صرح قائلا "نرى بان سوريا تحتاج الى تغيير حقيقي ولهذا فإننا نحاول اقناع أصدقائنا في إيران وروسيا بضرورة التخلص من الأسد"، وفي نفس السياق نرى مثل هذه الآراء في الوسط السياسي الروسي بينما نرى بان الوسط السياسي الإيراني مازال مصرا على موقفه الداعم للأسد.
وترجع كل هذه التغيرات في ساحة السياسية العالمية الى ضعف الأسد وجنده، فحسب دراسة لمعهد دراسة الحروب في الولايات المتحدة الامريكية فان جيش الأسد نقص الى أكثر من النصف، فبعد ان كان بقوام 325 ألف مقاتل أصبح اليوم لا يزيد عن 150 ألف مقاتل، ويؤكد هذا الضعف ما صرح به الاسد حينما قال "أصبحنا نعيش اليوم مشكلة في عدد المقاتلين"، ونرى هذا الضعف أيضا عندما نعلم بان أكثر من نصف سوريا تحت سيطرة داعش. وفي سياق هذا الضعف نرى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي كيري وهو يصرح بان تطورات في الموقف الأمريكي والتركي تأتي في إطار التغيرات الحاصلة في المنطقة.
في خضم كل هذه التغيرات نرى ان موقف أوباما يتراوح بين محاولة التعامل مع ضغوط إسرائيل ودول الخليج العربي بعد الاتفاق النووي، ومحاولة إرضاء الدب الروسي للوصول الى تفاهمات متقاربة. وفي نفس الوقت فان أمريكا ورغم فهمها بان بقاء الأسد بات مستحيلا فإنها لا تقدم الى أي خطوات جدية في اتجاه حل الازمة السورية، وفي هذا السياق نرى تصريحات السفير الأمريكي السابق في سوريا التي قال فيها " رغم ضعف الأسد فإنني لا اره راحلا اليوم او غدا" ويفسر تصريحه هذا بان المجموعات المسلحة في سوريا تحمل من التنافس والقوة ما يمنع تحديد طرف منتصر في عموم الساحة السورية.
في نفس السياق نرى تحركات واشنطن بين روسيا وإيران في محاولة منها لتقارب مع روسيا التي تدعم الأسد بالسلاح، وتقارب اخر في الموقف مع إيران التي ترى بان سقوط الأسد سيكون ذات خطر استراتيجي على حزب الله.
اما ملخص الملف السوري يفضي بان كل من الولايات المتحدة الامريكية وتركيا وإيران وروسيا قد بدأت في محادثات جدية للوصول الى تفاهمات لما بعد الأسد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس