سمير صالحة – خاص ترك برس
المادة وجدتها في الارشيف وقد نشرت بتاريخ 2015-08-02
في موقع " ميدل ايست اونلاين "
ثم نشرها موقع " إيلاف " في اليوم التالي
ويبدو انها لم تنل الاهتمام الكافي ليعيد موقع
" هافينغتون بوست عربي " نشرها بعد أسبوعين تحت العنوان نفسه " انهيار جيوبولتيكا التسامح في تركيا الأردوغانية " باسم الدفاع عن الأفكار والترويج لها وتشجيع الكتاب العرب على الكتابة حتى ولو كان ما يقال طعنا وكذبا وافتراء . وتزداد عملية الترويج للمادة وتناقلها مرة أخرى في اليومين الأخيرين .
المشكلة قد تكون للوهلة الأولى مع الكاتب الذي اعتمد على تحليلات غير موثقة مفبركة شخصية تلتقي كلها عند مادة الافتراء والتجني على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وعلى تركيا وسياستها في منع مشروع تفتيت الدول ارضاء لبعض الجماعات الإرهابية الكردية وربط سياستها بتنظيم داعش الإرهابي حيث ينقل كلاما ويبني عليه استنتاجات ترضي إيران والنظام السوري والتنظيمات الإرهابية .
لكن المشكلة في الحقيقة هي مع موقع " هافينغتون بوست عربي" الذي قرر التحرك "عربيا" من إسطنبول التي فتحت الأبواب أمام كل الوافدين دون تمييز بين مضطهد وآخر لينقلبوا على البلد المضيف في الترويج لافتراءات وتحريض وبعد أسبوعين كاملين على نشر مادة يقرر البعض نشرها للمرة الثانية .
مهنيا هناك مشكلة
تحولت إلى استهداف مباشر مقصود أو غير مقصود للضيوف ومن داخل بيت الضيافة وهذا ما لا تقبله روح الضيافة العربية قبل التركية.
حول " هافينغتون بوست عربي " كما يقدم هو نفسه :
" .. هافينغتون بوست عربي، الذي أطلق في 2015، هو الموقع الرابع عشر لهافينغتون بوست في التواجد العالمي المتمدد للعلامة التجارية. شريك هافينغتون بوست الإقليمي في هاف بوست هو انتيجرال ميديا استراتيجس ومقرها المملكة المتحدة.
الموقع الجديد هو قناة إخبارية هي الأولى من نوعها على الانترنت باللغة العربية، ويقدم مزيجًا فريدًا من التقارير الأصلية من خلال صحفيين مستقلين ومنصة تدوينية للجمهور في المنطقة للتعبير عن أفكارهم وآرائهم ..".
موقعه في قلب إسطنبول
ويريد التمتع بالرعاية والتشجيع والدعم التركي عندما فقد ذلك في العواصم العربية لكنه اختار أن يطعن بمضيفه تحت شعار حرية الرأي حتى ولو كان الكلام الذي يقال دعاية تحريضية وتلفيقات وشتائم يفترضون أنها ستمر دون أن يتوقف البعض في تركيا عندها.
ليست الأولى التي تحدث مع حكومة العدالة والتنمية ورجب طيب أردوغان وحكومة داود أوغلو ولن تكون الأخيرة . الرد الشخصي يعنيهم أولا لكن التطاول على تركيا والأتراك بهذا الشكل تعني الجميع ولا يمكن أن تمر لمن فتحنا لهم أبواب التسامح فسارعوا في نشر مادة تحريضية بهذه الطريقة تحت غطاء الاستفادة من " التسامح " لاعلان انهيار " التسامح " محاولين تقديم أنفسهم انهم على الحياد في تكرار نشر مادة بعد 15 يوما من نشرها ولن يقال لنا هنا أن هناك خطا فنيا وقع . هل سيكفي الاعتذار؟
مادة " انهيار جيوبولتيكا التسامح في تركيا الأردوغانية "
ترى أنه
" تتسع في المجتمع التركي رقعة القناعة بأن اردوغان وحزبه يمارسان سياسات عقابية بحق من منحوا أصواتهم لأحزاب المعارضة التي تسعى لتحقيق الحلم التركي بالواقعية السياسية ".
وأن
" الانتخابات التركية أفرزت صعودًا مهمًّا لأحزاب المعارضة. وهو ما شكل مصدرًا مهمًّا من مصادر الأزمة لأردوغان الغارق اليوم في أزمة تشكيل الحكومة التي يبدو بأن دور المعارضة فيها سيكون أكبر مما كان عليه في الماضي، وهو ما يشكل تقويضًا لدور الخليفة العثماني الذي مارسه أردوغان بمساحة تأثير ونفوذ متحررة من ضغوطات الداخل إلى حد ما خلال الفترة السابقة من الزمن " .
وأن
" قادة حزب العدالة والتنمية الذين يسيرون بتركيا إلى الهاوية بفعل رغبتهم الجامحة في إقصاء القوى السياسية المعارضة من خريطة تشكيل الحكومة التركية. حيث بدأت بوادر انعدام التسامح في العلاقة بين هذه الأحزاب تتصاعد بفعل ممارسات أردوغان ".
وأن
" المنطقة التي تريد أنقرة تثبيتها في إطار الجغرافيا – السياسية الحرجة لسوريا، تشير فيها إلى أنها ستعمل بكل السبل المتاحة لديها من اجل تأمينها ومن ثم تسليمها بيد عناصر ما يسمى بالجيش السوري الحر، بحجة تحويلها الى نطاق يسمح باستقبال السوريين المتواجدين في تركيا كلاجئين يصل عددهم الى 2 مليون نسمة. في حين يشير التحليل الجيوبولتيكي الى ارتباط هذا المشروع بقضايا أبعد من هذه الحجة التي يراد عبر تسويقها العمل على حجب الأبعاد العميقة للموضوع. وهي أبعاد تقود في مجملها الى انغماس تركيا الأردوغانية في مزيد من السياسات التي تقود الى مزيد من النفي في جيوبولتيكا التسامح التركي,
رأي الكاتب ليس بجديد على الكتابات التي تستهدف تركيا وسياستها ومواقفها في الآونة الاخيرة وهي كلها تقدم بلا مسند او دليل سوى البناء على كلام يقال من هنا وهناك وتزايد بعدما تأكد اقتراب معركة القضاء على داعش وموعد سقوط النظام في سوريا وافشال مشروع فتح الطريق أمام الثوار والثورة الحقيقة في سوريا لصالح لعب الورقة الكردية هناك .
كثرت النصائح والتوصيات التي توجه لنا في الآونة الاخيرة من قبل المثقفين العرب بالابتعاد عن المستنقع السوري لأنه فخ أمريكي - إيراني منصوب لتركيا عبر لعب الورقة الكردية ببعدها الاقليمي ضد تركيا قبل غيرها .
وقيل لنا أن أول من سيتخلى عنكم هم القيادات والإعلام العربي الذي يشجعكم على التحرك باتجاه المصيدة في سوريا وأنهم سينقلبون ضدكم ما أن تبدأ العمليات ضد داعش باسم الدفاع عن السيادة السورية والأرض السورية العربية تماما كما فعل نبيل العربي قبل أسبوعين الذي تذكر السيادة العراقية فقط عندما هاجمت المقاتلات التركية مواقع الـ "بي كا كا" في جبال قنديل الأرض العراقية التي تأوي مخيمات وتجمعات مقاتلين لا يهددون العراق وترابه ووحدته وسيادته على ما يبدو .
في الوقت الذي كان يدور فيه الحديث عن تراجع التسامح في تركيا كانت تركيا تقدم آلاف الوجبات والخدمات الحياتية والاجتماعية والتعليمية للوافدين من سوريا والعراق بينهم عرب وأتراك ويزيديين وربما أقلية كردية شيعية من الكورد الفيلية أيضا .
يقول المتنبي
إذا أنت أكرمتَ الكريمَ ملكتهُ .. وإن أنت أكرمتَ اللئيمَ تمردا
ويقول غيره من المفكرين العرب
إنَّ الصَّبر على الإساءة والإقامة على رؤية المسيء؛ يُورثان دوام المشقَّة والكمد؛ فيكونان غذاء للأجسام؛ تهزل به كما تهزل بالأطعمة الخبيثة.
هم يكتبون فقط ما يعجبهم أو يقال لهم رغم أنهم يعرفون الحقيقة . تركيا كانت أول من أعلن تنظيم داعش منظمة ارهابية وحذرت من مخاطرها على مسار الثورة السورية ومن محاولات استغلالها لتفكيك المنطقة من قبل قوى إقليمية ودولية . لكنهم يبتكرون سيناريوهات ويبتدعون مواقف لابراز دورهم وموقعهم في الدفاع عن تركيا من تركيا نفسها التي لم تقل يوما أنها النموذج الواجب تقليده ومع ذلك روجوا لحملات من هذا النوع غير عابئين بما نقله يوميا حول كتاباتهم وتحليلاتهم الخاطئة المقصودة والعدائية .
رئيس الأركان الأمريكي الجنرال رايموند أديرنو يقول إن تقسيم العراق قد يكون الحل الوحيد لحل أزمته. البعض بدا منذ الآن يبحث عن العلاقة بين أديرنو وأردوغان الذي شجعه على قول ذلك! بعد التفاهم النووي الاميركي الإيراني والرعاية المقدمة إيرانيا للأسد ونظامه واستقبال نظام السيسي لأكثر من مرة لصالح مسلم في الأسابيع الاخيرة وكل هذا من أجل قطع الطريق على انطلاق العمليات التركية ضد داعش وتخريب مشروع اعلان الدويلة الكردية في شمال سوريا بقوة أميركية إيرانية مصرية تمهيدا ليقول أديرنو الكلام نفسه حول سوريا هذه المرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس