جلال سلمي - خاص ترك برس
على الرغم من طول فترة المفاوضات بين الولايات الأمريكية المتحدة وتركيا التي استمرت لمدة 10 شهور أعلن الطرفان بتاريخ 07 تموز/ يوليو 2015 أنهما توصلا إلى اتفاقية تعاون مبدئية للحرب ضد داعش والحركات الإرهابية الأخرى.
وحسب صحيفة حرييت التركية التي نقلت الخبر؛ "اجتمع ظهر يوم 07 يوليو 2015 ممثل الرئيس الأمريكي للحرب ضد داعش جون ألين مع مستشار الخارجية التركية فريدون سنيرلي أوغلو وعلى الرغم من إعلان تركيا عدة نقاط لا يمكن التخلي عنها في سبيل التعاون مع أمريكا في الحرب ضد الإرهاب إلا أنها وافقت على استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لقاعدة إنجيرليك العسكرية بشكل مبدئي مقابل التفاوض الجاد في الشروط التي وضعتها تركيا للمشاركة في الحرب ضد داعش".
وكانت تركيا قد ذكرت هذه النقاط أو الشروط مرارًا وتكرارًا للتأكيد على أهميتها بالنسبة لها في حال قرّرت الانضمام إلى التحالف الدولي القائم ضد الإرهاب في سوريا. وكانت هذه النقاط على الشكل التالي:
ـ موافقة الولايات الأمريكية المتحدة على فتح حرب ضد سوريا تُنهي الحركات الإرهابية "ونظام الأسد" معًا.
ـ إقامة منطقة أمنية بعمق 30 كيلو مترًا داخل الحدود السورية وبطول 100 كيلو متر.
ـ إقامة منطقة حظر جوي لمنع النظام من قصف المدن.
وأضاف موقع "خبر" التركي بأنه "على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بخصوص الشروط الثلاث الخاصات بالإدارة التركية، إلا أن الإدارة التركية وضعت بعض الشروط لاستخدام الولايات المُتحدة الأمريكية قاعدة إنجيرليك، وذكر الموقع أن هذه الشروط كانت على الشكل التالي:
ـ التنسيق مع تركيا قبل إجراء أي عملية عسكرية استكشافية أو هجومية في سوريا تتحرك من قاعدة إنجيرليك.
ـ إلغاء أي هجوم يُعتقد أنه سيضر بالمدنيين.
ـ منع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "بي يي دي" من العبور باتجاه غرب نهر الفرات أي باتجاه مدينتي جرابلس وإعزاز لمنع تأسيس "حزام كردي" في المنطقة.
ـ عدم قصف الجيش السوري الحر وجيش الفتح ودعمهما لإبقاء الإقليم في شمال سوريا بأيديهم.
وأما بخصوص النتائج العامة للتعاون بين الولايات الأمريكية المتحدة وتركيا يفيد الباحث في معهد الفكر الاستراتيجي التركي "سي دي إي" بيرأول أق غون في دراسة له بعنوان نتائج التعاون الذي توصل إليه الطرفان الأمريكي والتركي في إطار الحرب ضد داعش، بأن نتائج التعاون بين الولايات الأمريكية المتحدة وتركيا بخصوص الحرب ضد داعش والإرهاب المحتملة يمكن أن تكون بالشكل التالي:
ـ "استخدام الولايات الأمريكية المتحدة وحلفائها لقاعدة إنجيرليك التركية للحرب ضد داعش والحركات الإرهابية الأخرى مما يوفر الحماية التكتيكية والاستراتيجية الأمنية لتركيا".
ـ "تزويد تركيا هذه القوات بالدعم اللوجستي والاستخباراتي بشكل فعال وبالتالي تحقيق تعاون نشط وفعال بين تركيا والولايات الأمريكية المتحدة يمكن أن يؤول لتحقيق العديد من النتائج الإيجابية بما يخص شروط تركيا الخاصة بالحرب ضد داعش والإرهاب في سوريا".
ـ "الموافقة الأمريكية المبدئية على إقامة المنطقة الأمنة في سوريا ولكن يتم مناقشة أبعادها وشروطها بشكل مُفصل في جلسات أخرى، وإن كان الأمر كذلك فهو يُعد إيجابيًا ويمكن تحقيقه في حال إصرار تركيا على ذلك واستخدامها دبلوماسياتها بجدارة وبراعة".
ـ "دعم الولايات الأمريكية المتحدة لتركيا في حربها ضد حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" ودعوة الولايات الأمريكية المتحدة للأخير بترك السلاح والعودة إلى الحل السياسي".
ويضيف أق غون أن "جميع هذا النتائج تمت بشكل فعال وإيجابي فور الإعلان عن التوصل إلى اتفاق، ولكن هل ستستطيع تركيا الاستمرار في التفاوض والنجاح في إقناع الطرف الأخر لقبول شروطها؟".
ويوضح أق غون أن "هذا التعاون لن يكون له تغيرات جذرية في اللعبة السورية إلا من خلال فتح حرب شاملة ضد داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى و"على رأسهم النظام الإرهابي نظام الأسد"، ويجب على تركيا أن تكون مصممة على التوصل إلى نتائج تغير من مبادئ اللعبة السياسية في سوريا وذلك لأنها نتيجة للتعاون الأخير بينها وبين أمريكا أصبحت في تعداد محور التحالف الأمريكي الذي يُزعج روسيا وإيران فلا بد من نتائج إيجابية تكون لصالح تركيا حتى يتم تفادي الخسائر التي يمكن أن تواجهها تركيا من الخطط الروسية والإيرانية المُعدة في إطار التصدي لهذا التعاون".
ويبين أق غون في نهاية دراسته بأن "من أهم النتائج لهذا التعاون هو التأكيد على دور تركيا المحارب "وليس الداعم" لداعش كما تدعي الكثير من وسائل الإعلام المحلية والعالمية، خاصة في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية ذات النهج الإسلامي والتي أصبحت بهذا النهج عُرضة للعديد من الاتهامات البهتانية عديمة الأصل والدليل".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!