ترك برس
"طرسوس" (Tarsus) هي مدينة تركية تقع في "قيليقيا" جنوب البلاد على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تابعة لمحافظة "مرسين"، وتبعد حوالي 15 كم عن مدينة "مرسين" و40 كم عن مدينة "أضنة" وحوالي 12 ميلا عن جبال "طوروس".
بلغ عدد سكانها في عام 2001 م حوالي 348 ألف نسمة، وعند الدخول من أبواب المدينة تفوح رائحة التاريخ العتيق لتوثق وتروي قصة الزمن الماضي لهذه المدينة، وفي كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي ذكر أن المأمون دفن فيها سنة 218 هجرية. كما أن معارك أخرى حدثت ضد الروم في سنة 270 هجرية في زمن المعتمد على الله. كانت هذه المدينة عاصمة لإقليم "قيليقية".
كانت لطرسوس أهمية قبل الإسلام، فقد جدد عمارتها الإمبراطور الأشوري "سنحاريب" سنة 704-861 ق.م ، وفي الزمن الروماني انشأ إقليم "قيليقيا"، فأصبحت "طرسوس" مقرا للحاكم "أوغسطين".
ظلت طرسوس تحت الحكم الروماني حتى الفتح العربي الإسلامي لبلاد الشام، أما أهميتها في الزمنين الراشدي والأموي، فقد كانت خط الدفاع الأول وكان المسلمون يمرون بها عند حملاتهم إلى بلاد الروم (البيزنطيين)، وعندما فتح معاوية بن أبي سفيان سنة 645 ميلادية عمورية وجد الحصون بين أنطاكية و"طرسوس" خالية من الناس لذلك أبقى نفرًا من أهل الشام والجزيرة وقنسرين كحامية إلى حين عودته.
وظلّت المدينة ذات أهمية حتى سقوطها بيد الروم البيزنطيين، فعلى مضيقها سالت الدماء وعلى وجهها سجل التاريخ أحداثًا مهمة. وقد كان بناء المدينة العتيقة في عهد الخليفة هارون الرشيد (170-193 هـ) الموافقة (678-809) ميلادية، إضافة إلى أن الموقع الجغرافي للمدينة كان ذا أهمية كبيرة في تكوينها الحضاري والثقافي عامة، فقصدها الكثير من المثقفين والقُرّاء والمحدثون والفقهاء وطلاب العلم، ومدينة "طرسوس" كما يقول بعض أصحاب الرأي أنها مدينة الفتية أصحاب الكهف،على رأي بعض العلماء، المكان الذي عاش فيه أصحاب الكهف الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!