ترجمة وتحرير ترك برس
وجه رئيس الوزراء داود أوغلو نداء إلى الدول الأوروبية فيما يتعلق بأزمة المهاجرين، عندما قال:"حان موعد تحرك الدول الأوروبية لمتابعة قضية الهجرة، وعلى دول الاتحاد الأوروبي تحمل مسؤولياتها تجاه هذا الموضوع، وعليها اتخاذ إجراءات إنسانية نحو هذه المأساة الإنسانية".
وقد أشار داود أوغلو إلى أنّ عدد اللاجئين والهاربين والمطردين من أراضيهم في العالم وصل نحو 60 مليون شخص، مضيفا أنّ هذه الأعداد حطمت الرقم القياسي.
"على أوروبا النظر في المرآة"
وفي مقالته يقول داود أوغلو:"حان الوقت الذي يجب فيه أنْ تنظر أوروبا إلى المرآة، وعليها أنْ تكون صادقة فيما ترى أمامها، وتنهي فورا عملية التأجيل والتسويف، وعليها أنْ تبدأ بتحمل مسؤوليتها وحصتها في هذا الحمل، وعلى المتشددين من السياسيين الأوروبيين أنْ لا يخدعوا ويخونوا الشعوب الأوروبية".
وأكّد داود أوغلو أنّ "الأسوار العالية أو الأسلاك الشائكة لن تغير من المواقع شيء"، ولذا على الاتحاد الأوروبي تنفيذ خطوات إنسانية وحلول سريعة، مضيفا أنّ أكثر الحلول تأثيرا في عملية منع الهجرة غير الشرعية تتمثل في معالجة والقضاء على المسببين لها، وهذا سيكون الحل الملائم لحل أزمة اللاجئين في سوريا والعراق والأماكن الأخرى على حد تعبيره، مشيرا إلى أنّ هناك صعوبات في عملية القضاء على داعش، والانتقال بسوريا إلى ديمقراطية عملية بدون الأسد، وفي تكوين اتحاد فيدرالي في العراق، وفي توحيد اليمن وليبيا.
وأوضح داود أوغلو أنّ تركيا أصبحت اليوم دولة العبور للهجرة غير الشرعية، وأنّ تركيا أصبحت وجهة للاجئين، والشعب التركي يستضيف ما يزيد عن 2 مليون لاجئ سوري وعراقي، مقدما الكثير من التضحيات في سبيل ذلك، كما قال.
"أنفقت تركيا ما يزيد عن 6 مليار دولار من أجل المهاجرين"
وكشف داود أوغلو عن أنّ تركيا قد أنفقت ما يزيد عن 6 مليار دولار للمهاجرين القادمين من سوريا والعراق وغيرها من الأماك الأخرى، والحصة التي تم صرفها من المجتمع الدولي هي 417 مليون دولار، منهم 165 مليون دولار فقط قدمتهم دول الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أنّ مفهوم "تشارك الحمل" أصبح "بلا معنى"، وأضاف "منعت تركيا على مدار 10 سنوات ماضية ما يزيد عن نصف مليون مهاجر غير شرعي، لكن خلال العام الماضي فقط وصل عدد المهاجرين غير الشرعيين لستين ألفا".
وقد كتب داود أوغلو في مقالته ما يلي:
"لكن تركيا وحدها لن تنجح، لذا على الاتحاد الأوروبي التواضع وتحمل مسؤولياته، وعليه التصرف بصورة واضحة، وعليه التصرف بمسؤولية إنسانية نحو هذه المأساة الإنسانية، وللبعض الذي لا يفهم تاريخ أوروبا، هم يريدون إضافة الحمل أكثر على تركيا، واتخاذ إجراءات أمنية دفاعية أكثر صرامة ليكونوا "قلعة أوروبا" المسيحية، لكن ذلك لن يفيد".
"تركيا جاهزة للعمل المشترك مع أوروبا"
وذكر داود أوغلو في مقالته أنّ "تصرف أوروبا لا يتوافق مع قيمها ومعاييرها، وأنه حان الوقت لتقوم الدول الأوروبية بتحمل مسؤولياتها تجاه ملف الهجرة، وتركيا جاهزة للتعاون المشترك في هذا الموضوع مع أوروبا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!