بولنت إرانداتش – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس
تمر الأيام بسرعة البرق، فحزب العدالة والتنمية الذي تأسس بتاريخ 14 آب/أغسطس عام 2001، عقد يوم أمس مؤتمره الخامس، وما زال المؤتمر الأول الذي عُقد في "أفيون قره حصار" ماثل أمام أعيني، وفيه طيب اردوغان يحرك عواطف الناس وضمائرهم، وخاطب الناس –كما عادته - خطابا حماسيا، أخرج به الحزب إلى الساحة السياسية.
وكانت صفة هذا العشق الجديد، هو خدمة الشعب من القلب، صفته أنْ يكون الحزب خادما للناس، وقاد هذا العشق، إلى وصول الحزب الجديد لسدة الحُكم بعد فترة قصيرة من تأسيسه، وتمسك الشعب بالروح التي أوجدها اردوغان في حزب العدالة والتنمية، وبقي متمسكا بها على مدار 14 عاما مضت.
ولا زال اردوغان الزعيم المعنوي للحزب، لكن أحمد داود أوغلو أصبح الرئيس الرسمي له، ولا شك أنّ مؤتمرات الأحزاب تُعتبر بمثابة يوم عرسها، ومؤتمر حزب العدالة والتنمية الخامس مرّ كأننا في عُرس، لكن لم يكن هناك أي موسيقى، أو حفلة، لأننا نعيش في حضرة الشهداء، فلا يمكن أنْ نسمع الموسيقى في الوقت الذي يرتقي فيه شهداء من جنودنا وقواتنا.
لم يكن هناك موسيقى، وإنما قرأ الجميع الفاتحة على أرواح شهدائنا الميامين، وكان خطاب أحمد داود أوغلو الحماسي والعميق، وكلماته التي لامست قلوبنا، كانت وسيلة لتجديد روح العشق التي انبثقت مع أول يوم لتأسيس الحزب.
يعود العشق الذي كان سببا في وصول العدالة والتنمية لسدة الحُكم، ليقود الحزب اليوم مجددا لكي يشكل الحكومة وحده، ولكي يستمر في مسيرته نحو أهداف 2023، وهو العشق الذي سيقود سفينة تركيا العظمى وسط أمواج المحيطات، هو العشق المتمثل بخدمة الشعب، وأنْ تكون خادما للناس.
يدرك أحمد داود أوغلو أثناء قدومه لمؤتمر الحزب، أنه لا يحمل على عاتقه مسؤولية حزبه ومستقبل تركيا فحسب، وإنما تنتظره شعوب المنطقة المكلومة، والمظلومين في كل مكان، ولهذا كان خطابه موجها للجميع، وجمله منتقاة بعناية، ولذلك لامس قلوبنا وعقولنا وضمائرنا، وصفق له الجميع، خصوصا عندما قال أنّ حزب العدالة والتنمية سيستمر في المسيرة بنفس الروح التي تأسس عليها عام 2001.
وبعد خطاب داود أوغلو، خرجتُ إلى الخارج، لأجد أزمة كبيرة من الناس، حيث تواجد خارج قاعة المؤتمر أنصار الحزب من كل محافظات التركية الـ 81، ولذلك قمت بعمل استطلاع رأي سريع لهم، واستطعت جس نبض 15 مندوب لحزب العدالة والتنمية عن 15 محافظة.
نبض مندوبي الحزب:
يحبون داود أوغلو من قلوبهم، ويقولون "لا يوجد شخص أفضل منه لقيادة الحزب، وهذا ما أكده رئيس جمهوريتنا، الذي يستطيع معرفة معادن الرجال".
وقد أعرب مندوبو الحزب من مناطق شرق وجنوب شرق البلاد عن "شعورهم بالندم" تجاه خطاب حزب العدالة والتنمية الذي كان موجها للمتدينين الأكراد، موضحين أنهم قاموا بالتصويت لحزب الشعوب الديمقراطي لأنهم كانوا يعتقدون أنه "إذا لم يتجاوز الحزب نسبة الحسم، فإنّ حزب العمال الكردستاني سيعود للسلاح ويعلن جنوب شرق البلاد مناطق حُكم ذاتي تخضع لسيطرته"، ولكن ما حصل هو العكس تماما.
يلاحظون انخفاضا في نسبة التأييد لحزب الشعوب الديمقراطي ولحزب الحركة القومية، خصوصا من التابعين لحزب السعادة والأحزاب الصغيرة الأخرى.
مندوبو وسط الأناضول والبحر الأسود: "إذا لم يستطع حزب العدالة والتنمية تشكيل الحكومة لوحده، فإنه سيكون هناك حكومة تحالف، وحزب الشعب الجمهوري جاهز وينتظر ذلك، لكن نأمل ألا يحصل هذا الأمر".
تتشكل كلمة سر انتخابات 1 تشرين الأول/نوفمبر على شكل "لا نريد حكومة تحالف".
الخلاصة: الطاقم الذي قدمه لنا اردوغان من خلال حزب العدالة والتنمية والذي نجح في حُكم البلاد منذ عام 2002، قام بأعمال وتطورات لم تحصل في تاريخ الجمهورية الحديثة على مدار 80 عاما، وما زال الحزب يستمر في التوقيع على مشاريع هامة وعملاقة.
واستمرار الحزب الذي أصبح يعبر عن أصوات المظلومين في العالم، سيؤثر تأثيرا مباشرا على مصير وقدر المنطقة بأسرها، ورئيس الجمهورية يثق بأحمد داود أوغلو ليقود الحزب مجددا إلى سدة الحُكم، وإن شاء الله لن يكون هناك حكومة تحالف.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس