جلال سلمي - خاص ترك برس

في تصريح وصفه الكثيرون بالمخيب للآمال أعلن وزير الخارجية الاماراتي محمد بن زايد بالأمس، 20 أيلول/ سبتمبر 2015، بأن "100 ألف لاجئ يشكلون عبئًا كبيرًا علينا".

وصف موقع "مراسل سوري" السوري، في تقرير إخباري بعنوان "عمان؛ الجانب الأمني قبل الجانب الإنساني تجاه السوريين الفارين إلى الأردن، "الموقف التركي من القضية السورية وما أعقبها من أعداد هائلة من  اللاجئين تُسطر أسطورة إنسانية ضخمة تمتعت بها تركيا بشكل كبير في ظل حرمان العديد من الدول من هذه الإنسانية وعلى رأسهم دول الخليج والأردن".

وأورد موقع "حلب نيوز" السوري أيضًا،في تقرير اخباري للصحافي أسامة أبو الوفا بعنوان "في تصريح مخيب للأمال "الإمارات 100 ألف سوري يشكلون عبئًا كبيرًا علينا" نُشر بتاريخ 20 سبتمبر 2015، بأن "100 ألف لاجئ يشكلون عبئًا كبيرًا على الإمارات العربية التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة".

وإلى جانب موقع حلب نيوز ومراسل السوري أكدت الكثير من المواقع الاخبارية السورية والكثير من المحلليين السياسيين والحقوقيين السوريين بأن "الموقف الخليجي عاجز أمام القضية السورية وغير مشرف إطلاقًا وكان من الواجب قيام دول الخليج باستقبال الأعداد الهائلة من اللاجئين وليس تركيا والدول الأوروبية يبدو بأن الخليج فقد إنسانيته بعد البذخ الذي ابتُلي به، لا بد من هذه الدول التعلم من أسطورة الإنسانية التركية".

ويتساءل الكاتب والباحث السياسي التركي طه أولو، في مقال سياسي له بعنوان "خيانة الدول الخليجية الغنية للاجئين السوريين" نُشر بتاريخ 21 سبتمبر 2015، "ألم يكن الجنوب، أي العراق وما خلفه من دول خليجية غنية، أقرب لأيلان وعائلته من الشمال والدول الغربية؟، لماذا يفر هؤلاء اللاجئون إلى تركيا غير العربية والدول الأوروبية المسيحية؟ أليست دول الخليج دولًا عربية مسلمة واللاجئين السوريين كذلك؟ أيظن هؤلاء العجزة الخليجيون بأن استقرارهم سيدوم إذا ما تركوا إخوانهم يُقتلون ويذبحون؟ ليحاولوا فتح القاموس وتعلم معنى الإنسانية".

ويفيد أولو بأن "سياسة النفاق الخليجية تبين مدى تجردهم من الإنسانية وغوصهم في إغراءات النفط والأموال والمجوهرات وغيرها من إغراءات دنيوية جعلتها دولًا متكبرة ودكتاتورية لا تعرف للإنسانية ولا العاطفة معنى، لتحاول هذه الدول تعلم الإنسانية من الدول الفقير مثل تركيا والأردن ولبنان الذين فتحوا حدودهم وحاولوا مساعدة هؤلاء المظلومين بالرغم من فقرهم وعدم غنائهم الفاحش".

ويوضح أولو أن "هذه النيران المشتعلة ستصل إلى المملكة السعودية العربية وقطر والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وعمان وستحرقهم وأكبر دليل على وصولها المبدئي ما يجري الآن في اليمن، لتغوص هذه الدول في حرب ضروس في اليمن لتتعلم بعض دروس الإنسانية وما يدعو إليه الدين الإسلامي الذين يدّعونه".

وحسب أولو وغيره من الباحثين السياسيين؛ لو قامت المملكة العربية السعودية بتقديم دخل الحج إلى هؤولاء اللاجئين لأصبحوا في عيش رغيد مدى حياتهم ولو قامت دول الخليج بتقديم صدقات جزئية وبسيط للاجئين لأصبح اللاجئون في غدق لم يحلموا به طوال حياتهم.

وينتقد الكثير من الباحثين السياسيين وعلى رأسهم محمود أوفور وياسين أقطاي قيام تركيا بالصمت إزاء سياسة دول الخليج المشينة وخاصة سياسة المملكة العربية السعودية التي تدّعي خدمتها للحرمين الشرفين وقطر التي تدعي دعمها لدول الثورات الحرة.

ولم يقف الانتقاد الحاد لهذه الدول على مستوى شعبي تركي فقط بل طال العديد من المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس الأسبق لتركيا عبد الله غُل والذي انتقد المملكة العربية السعودية وسياستها بشكل حاد من خلال لقاء صحفي له تم عبر قناة أن تي في التركية بتاريخ 17 سبتمبر 2015، وأعرب غُل خلال لقاؤه الصحفي "عن استغرابه الشديد إزاء السياسية السعودية تجاه ما يحدث في المنطقة"، وأشار غل إلى أن "هذه النيران الملتهبة في منطقة الشرق الأوسط لن تتوقف على سوريا والعراق إن بقيت السعودية تنتتهج هذا النهج بل ستطال جميع دول الشرق الأوسط بلا استثناء".

وبين غل خلال لقائه، على الرغم من حذره الشديد في الحديث، بأنه "كان يتمنى من بعض الدول العربية انتهاج سياسية إنسانية تعاونية مختلفة عما تنتهجه اليوم من سياسة أمنية بحتة لا تجعلها تستقبل بني جلدتها من الدين والدم، ليعلم الجميع بأن العود لوحده سهل الانكسار ولكن مجموعة العيدان عصية على الانكسار والتفكك بسهولة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!