فالنتاينا بوب ولورانس نورمن – صحيفة وول ستريت جورنال – ترجمة وتحرير ترك برس
أصبحت تركيا واحدة من مفاتيح حل أزمة المهاجرين في أوروبا والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي سيصل إلى بروكسل يوم الإثنين ليتحدث مع كبار الساسة الأوروبيين حول دور بلاده في تخفيف الأعباء عن أوروبا وعلى ماذا ستحصل بالمقابل، يدرك ذلك تمامًا.
ولكن الخيارات التي تجعل القائد التركي يساعد في وقف تدفق الناس من خلال بلاده قليلة ومعقدة في آن واحد، بالإضافة إلى أن العديد من الحكومات الأوروبية غير مستعدة في أن ينظر إليها على أنها مؤيدة للرئيس التركي قبل الانتخابات العامة في بلاده في 1 نوفمبر/تشرين الثاني.
تركيا هي بلد العبور الرئيسي لمئات الآلاف من الهاربين من الحرب والتي تبحث عن حياة أفضل في أوروبا، أكثر هم على طريقهم إلى أوروبا سواء عن طريق البحر أو البر، حيث تركيا تقع على الحدود مع دولتان من دول الاتحاد الأوروبي هما اليونان وبلغاريا.
وقد صرح مسؤول في الاتحاد الأوروبي في وقت سابق بأن تركيا أظهرت أن بإمكانها أن تكون فعالة في تضييق الخناق على مهربي البشر، ولكن في الوقت الراهن لا يبدو أنه لديها الرغبة والدافع لفعل ذلك.
كما أعرب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان عن شكوكه في أن أوروبا لديها حل آخر غير الاعتماد على السيد رجب طيب أردوغان لوقف تدفق اللاجئين، حيث قال في مقابلته مع صحيفة وول ستريت جورنال: "أعتقد أن أردوغان هو أمل القادة الأوروبيين... علينا أن نصلي في كل مكان لوطن السيد أردوغان".
ثلاثة من سياسيي الاتحاد الأوروبي سيلتقون الرئيس أردوغان يوم الإثنين بشكل منفرد ثم سيجتمعون على العشاء مساءًا: دونالد تاسك رئيس المجلس الأوروبي، وجان كلود جانكر رئيس المفوضية الأوروبية، ومارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي.
ثلاثة أفكار ستطرح مع الرئيس أردوغان وكل منها يحتاج إلى موافقة 28 من حكومات دول الاتحاد الأوروبي قبل تنفيذها.
الفكرة الأولى: مزيد من المال!
مدير الاتحاد الأوروبي كان قد أعلن من المفوضية الأوربية في وقت سابق عن إمكانية دعم تركيا بمليار يورو أي ما يعادل 1.2 مليار دولار لتحسين أوضاع اللاجئين والمجتمع المضيف في تركيا وتعزيز عملية التكامل بين أكثر من مليوني لاجئ سوري في البلاد.
وقال جوناس هان المفوض الأوروبي يوم الخميس إن من المفترض استخدام أكبر قدر ممكن من هذا المبلغ للمشاركة في التحديات الإضافية للبنية التحتية لا سيما في جنوب شرق تركيا.
لكن من المتوقع أن يطلب أردوغان المزيد من الدعم المالي وسيطلب أيضًا أن يستلمه دون التمحيص المعتاد على الأموال المقدّمة من الاتحاد الأوروبي.
وذكرت أنقرة أنها قد أنفقت حتى الآن نحو 8 مليار دولار على قضية اللاجئين، ويقول مسؤول تركي إن مجموع المبالغ المستلمة من المجتمع الدولي لا تتجاوز 417 مليون دولار.
إلا أن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي أشاروا إلى أن تركيا رفضت معظم عروض المساعدات من قبل الاتحاد منذ بداية هذا العام.
الفكرة الثانية: تسريع عملية رفع تأشيرة السفر للمواطنين الأتراك إلى دول الاتحاد الأوروبي
لا يزال هذا الاقتراح مثيرًا للجدل بين حكومات الاتحاد الأوروبي خصوصًا ألمانيا التي لديها بالفعل جالية تركية كبيرة أيضًا فرنسا وهولندا وبلجيكا وغيرها.
إحدى القضايا الكبيرة هي أن تركيا قد ألغت تأشيرة الدخول لعدد من دول الاتحاد الأوروبي التي ما زالت تطلب تأشيرة دخول منها.
تخشى دول الاتحاد السوق المفتوحة في الجوازات التركية أو بالأحرى السماح لعدد أكبر من الناس بالدخول لدول الاتحاد الأوروبي.
علمًا أن تسهيل شروط الفيزا لدول الاتحاد كان مطلبًا لفترة طويلة من الرئيس أردوغان، وسيكون من الصعب على الاتحاد الأوروبي أن يظهر تنازلًا كبيرًا خصوصًا قبيل الانتخابات العامة.
الفكرة الثالثة: منح تركيا صفة "بلد قدوم آمنة"
هذا يعني أن الناس سترجع إلى هناك ومن المفترض ألا تواجه أي تهديد، هذه المسألة مثيرة للجدل بين دول الاتحاد الأوروبي ومؤسساته على حد سواء.
تدعي مفوضية الاتحاد الأوروبي أن جميع الدول في خط عضوية الاتحاد الأوروبي يجب أن تعتبر آمنة لعودة الناس إليها إذا لم يكونوا مهيئين لوضع اللجوء في الاتحاد الأوروبي.(حيث كانت تركيا مرشحة منذ عام 1999).
لا ترافق كل من ألمانيا وفرنسا على ذلك، بالنظر إلى أن حوالي 75% من طلبات اللجوء المقدمة من قبل المواطنين الأتراك والذين معظمهم من الأكراد كانت قد قبلت.
قضية الأكراد على وجه الخصوص تثير الجدل لا سيما أن القتال بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني قد استؤنف هذا الصيف منهيًا عامين من وقف إطلاق النار.
قال بعض الدبلوماسيين الأوروبيين إن هناك لعبة أكبر هنا هي المساعي التركية لكسب التأييد الأوروبي لطلب أنقرة الذي دام طويلًا وذلك من خلال مساعدة المواطنين السوريين وجماعات المعارضة وخصوصًا فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا.
وذكر مسؤولون أوروبيو أن الرئيس أردوغان كان يذيع ما يسمى منطقة آمنة للمواطنين السوريين بمن فيهم اللاجئون في شمال سوريا حيث الجنود الأتراك يقاتلون تنظيم الدولة، تركيا تحتاج المزيد من الدعم المالي لتمويل ذلك.
وذكر المفوض الأوروبي هان: "لا شك أن الأتراك سيلعبون دورًا أكثر بروزًا في التوصل لحل سياسي لهذا الصراع".
الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد تجنبا هذا النوع من الالتزام لفترة طويلة، وإن أية قضية تحتاج دعم الأمم المتحدة والفيتو الروسي تجعل ذلك مستبعدًا جدًا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس