هلال قابلان - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
إن الناظر إلى أحداث السابع عشر من كانون الأول/ ديسمبر والخامس والعشرين من ديسمبر والتي كانت تهدف إلى إسقاط الحكومة المنتخبة قضائيا عبر توجيه تهم بالفساد إلى وزراء وشخصيات عامة، والتي تبين فيما بعد أن أحد الأسباب الرئيسية لها هو إيداع عائدات النفط الإيرانية في بنك "خلق" الحكومي التركي دون أن تمر هذه الأموال بالبنوك الأمريكية، وكذلك الأحداث التي رافقت احداث السابع من أكتوبر و التي راح ضحيتها العشرات من المواطنين في جنوب شرق البلاد.
لا يمكن في حال من الأحوال أن نظن أن هذه الأحداث تمت دون أن يكون للولايات المتحدة الأمريكية يد فيها. كما أننا نلاحظ أن الإعلام الأمريكي هو أكثر المروجين لأكذوبة أن تركيا هي من تدعم تنظيم "داعش" في سوريا، كذلك لا يمكن أن لا نلاحظ اللمسات الأمريكية في عمل التنظيم الموازي داخل الدولة وكذلك الحراك الداعم لحزب الشعوب الديمقراطي والحملة الإعلامية التي روجت له لدخول الحياة السياسية في تركيا.
ولهذا فإنني أرى أن سير الأحداث وتطوراته في تركيا وفي المنطقة لا يتم بطريق الصدفة، وأن أيادي خارجية ومحلية تعمل بتناغم لفرض أجندة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.
وفي ذات السياق نرى الحملة التي يقوم بها تحالف القوى العلمانية في تركيا لتشويه أي خيار يأتي بحزب العدالة والتنمية عبر الطرق الديمقراطية. وذلك عبر ربط العدالة والتنمية بمفهوم الديكتاتورية والتفرد بالحكم.
وهنا من الضروري توضيح أن تحالف القوى العلمانية المدعوم أمريكيا لا يقتصر على تحركات القوى الداعمة لحزب الشعب الجمهوري، بل لا بد أن نضيف إليهم تحركات حزب الشعوب الديمقراطي والأمثلة على ذلك كثيرة.
وفي الختام أقول إن تركيا يوجد فيها فريقان الأول الذي يدعمه التحالف العلماني والذي يريد أن تدار تركيا من واشنطن وبرلين وتل أبيب والآخر هو الذي يمثل الإرادة الشعبية الذي يريد أن تدار أمور تركيا من أنقرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس