تيم أراونغو - نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير ترك برس
ازدادت حدة التوتر بين روسيا وتركيا في يوم الثلاثاء جراء القصف الروسي على الثوار السوريين والانتهاكات المتعددة للمجال الجوي التركي، والتي قوضت بشدة أهداف تركيا في الحرب الأهلية السورية.
قال الرئيس رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي خلال زيارته لبروكسل: "علاقتنا الإيجابية مع روسيا معروفة لكن إذا خسرت روسيا صديقًا مثل تركيا التي كانت تتعاون معها في قضايا عديدة، ستخسر الكثير ويجب عليها أن تعلم ذلك".
بغض النظر عن التحذيرات الحادة، يبدو أنه ليس بإمكان الرئيس أردوغان فعل الكثير حول العمليات العسكرية الحازمة في سوريا والتي قلبت أولوياته لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وإقامة مناطق عازلة على الحدود مع تركيا.
من نواح كثيرة تخص روسيا، الرئيس أردوغان الآن يعتمد بشكل أكبر على حلفائه في الناتو، مما يعكس مدى تأثير القوى التي تعصف بتركيا والتي تساير التداعيات العسكرية والاقتصادية والإنسانية للحرب في سوريا.
حيث قال أردوغان: "إن الهجوم على تركيا يعني هجومًا على حلف الناتو"،
تركيا التي كانت منذ بداية الحرب قبل أربع سنوات تدعم المجموعات الثورية في اعتقاد منها أنه بالإمكان إسقاط الأسد بسرعة، تجد نفسها عاجزة عن صياغة الأحداث في سوريا.
بعد أن بدأت روسيا حملة القصف، أصبح من الواضح أكثر أن طموح أردوغان منذ فترة طويلة في إقناع الحلفاء الغربيين لإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا قد انهار.
مارك بيريني وهو باحث زائر في جامعة كارنيجي الأوروبية في بروكسل وسفير الاتحاد الأوروبي السابق لدى تركيا قال: "لو تحدثنا قبل شهر عن مناطق آمنة أو مناطق حظر جوي لكانت فكرة جيدة... لكن الحديث عنها اليوم، لن يحدث".
كان أردوغان موجودًا في بروكسل للحديث مع القادة الأوروبيين حول أزمة المهاجرين التي هزت أوروبا للدفع باتجاه إنشاء مناطق آمنة شمالي سوريا باعتبارها السبيل الوحيد لخلق نوع من الاستقرار في سوريا وعدم تشجيع اللاجئين على مغادرة تركيا في رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا.
وكان رد بيريني مهذبًا: "هذا شأن الأمم المتحدة وليس الاتحاد الأوروبي… هذه الفكرة ميتة في الماء".
بالتأكيد على التوتر التركي حول التدخل العسكري الروسي في سوريا والذي تضاعف هذا الأسبوع عندما عندما اقترح مسؤولون روس في موسكو حول المقاتلين المتطوعين الذي سيرسلون إلى سوريا، فقد توقع المسؤولون في العاصمة التركية أنقرة تدفق المزيد من اللاجئين.
نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش خلال حديثه مع صحيفة حرييت قال: "إن من المتوقع وصول ما يقارب مليون لاجئ سوري إلى تركيا التي تعاني بشكل مسبق من ضغط مليوني لاجئ سوري".
في البداية اقترحت روسيا أن تكون أولويتها هي مقاتلة مسلمي الدولة الإسلامية السنة، وهو هدف مشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية، مما يقود إلى التحالف الدولي الذي شن حملة جوية منذ أكثر من سنة على الجماعة في العراق وسوريا. لكن روسيا نشرت معداتها العسكرية مثل قذائف أرض-جو والطائرات النفاثة الاعتراضية التي ليس لها أي استخدام ضد قوات لا تمتلك قوات جوية.
هذا جعل الأمر واضحًا أن أولوية روسيا هي دعم الأسد، كما أثيرت المخاوف حول احتمال أن تشكل المناطق الآمنة ومناطق الحظر الجوي تحديًا لروسيا في حال تشكيلها كما كانت تسعى تركيا للقيام به.
مدير مركز النزعات السياسية العالمية، وهي منظمة بحثية في تركيا، منصور أكغون قال: "إن الوجود الروسي غير المعايير بأكملها في سوريا بما فيها "المناطق الآمنة... فلا أحد يجرؤ على مواجهة روسيا".
تصدى الروس مرة أخرى يوم الثلاثاء للاعتراضات حول أن عملياتهم العسكرية في سوريا لا تستهدف الدولة الإسلامية، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية في موسكو إن وسائل الإعلام التي أبلغت عن هذه الاعتراضات هي جزء مما سمته حملة التضليل المعادية لروسيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس