هلال قابلان - صحيفة صباح
يلجأ البعض إلى القول بأن فوز العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية يعود إلى عدم مشاركة رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان في الحملة الانتخابية للحزب. في الحقيقة من الصعب فهم هؤلاء الناس الذين لا يزالون يكررون نفس المقولة.
فأردوغان أصبح رمزا لعملية السلام والدستور الجديد والاستقرار في البلاد، كما أن أردوغان ما زال في نظر الكثير هو زعيم العدالة والتنمية، وهذا ظهر واضحا عند فوز العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة حيث قام رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بإلقاء خطاب النصر من شرفة المبنى الرئيسي لحزب العدالة والتنمية والناس في الساحة يهتفون لأردوغان. هنا لا بد من أن أشارككم بعض التعليقات التي تلقيتها على حسابي في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر الكثير أنه لا يمكن فصل نجاح حزب العدالة والتنمية عن شخص أردوغان، كما قام أحدهم بإرسال تغريدة يستنكر فيها ربط انتصار العدالة والتنمية بعدم تواجد أردوغان في الساحة قائلا: "هل تمزحون؟".
أردوغان له الفضل الأكبر في نمو هذه البلاد فهو الذي ناضل من أجل إنهاء الوصاية واستقرار البلاد. فقد أصبح أردوغان رمزا عالميا حيث أصبح أملا لكثير من الشعوب المسلمة، بل لا يخلو مكان إلا ويذكر فيه أردوغان. فعلى الرغم من كونه رئيسا للجمهورية ترى النساء الكرديات الكبار في السن يخاطبونه بـ"يا بني"، في إشارة إلى مدى المحبة التي يحظى بها أردوغان على الرغم من حملات التشويه التي عمدت إليها بعض وسائل الإعلام.
فليس من المستغرب أن يقوم اعلام نظام الوصاية بالمدح والثناء على رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في مقابل تشويه صورة رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، ولكن الغريب أن تحاول إقناع الناس أن سر نجاح العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة هو بعد أردوغان عن الساحة.
كما لا يمكن إغفال ما تقوله وسائل الإعلام المحسوبة على المعارضة من أن أحد أسباب نجاح العدالة والتنمية هو الابتعاد عن الترويج للنظام الرئاسي. حتى بدأ البعض بانتقاد مناقشة النظام الرئاسي بعد الانتخابات الأخيرة، مشيرين إلى أن العدالة والتنمية استطاعت الفوز في الانتخابات فقط لحاجة الناس إلى الاستقرار وليس لطرح تغير النظام البرلماني إلى نظام رئاسي.
الناس تتعلم من الأخطاء ولعل ما أفرزته نتائج الانتخابات في السابع من حزيران/ يونيو جعلت الناخب التركي يفكر مليا، ولعل المثل الشعبي القائل "رب مصيبة هي أفضل من ألف نصيحة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس