ترك برس

أفاد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أنّ اجتماعات فيينا بخصوص حل الأزمة السورية، أسفرت عن قرارات هامة، منها إجراء انتخابات عامة في البلاد والسماح للشعب السوري بتحديد مصيره من خلال انتخابات عادلة وشفافة، وذلك بمشاركة كافة المواطنين سواء في الخارج والداخل.

وجاءت تصريحات أردوغان هذه أثناء مشاركته في برنامج تلفزيوني بثّ على إحدى القنوات التركية الخاصة، حيث أعرب خلاله عن أمله في مشاركة كافة السوريين في العملية الانتخابية التي ستجري لاحقاً.

وأوضح أردوغان أنّ وزراء خارجية الدول المعنية بالقضية السورية، توصّلت إلى تفاهم حول عدم مشاركة رأس النظام السوري "بشار الأسد" في العملية الانتخابية.

وردّاً على سؤال حول المشاركة التركية في التحالف الدولي لمكافحة عناصر تنظم الدّولة (داعش)، قال أردوغان أنّ تركيا تشارك بشكل فعلي في قصف مواقع التنظيم في سوريا، لأنّ التنظيم تشكل خطراً حقيقياً على أمن وسلامة تركيا، وأنّ القيادة التركية لها الحق في إبعاد هذا الخطر عن حدود بلادها من أجل توفير الأمن والاستقرار لمواطنيها.

كما تطرّق أردوغان خلال حديثه إلى المطالب التركية الثلاثة، والمحددة بإقامة مناطق خالية من المجموعات الإرهابية ومناطق حظر للطيران بالإضافة مسألة تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة، موضحاً أنّ هذه المطالب من شأنها أن توفر سلامة الحدود التركية من الخطر.

وفيما يخصّ مكافحة عناصر التنظيم داخل الأراضي التركية، أوضح أردوغان أنّ تركيا ليست خالية تماماً من عناصر هذا التنظيم، مبيناً في الوقت ذاته أنّ أجهزة الاستخبارات التركية وقوى الامن، قامت بالعديد من عمليات المداهمة ضدّ عناصر هذا التنظيم في الداخل التركي، وتمكنت من إلقاء القبض على عناصر لها ثقلها داخل صفوف التنظيم.

وفي هذا الصّدد أبدى أردوغان استياءه من تقاعس الدول الأوروبية في تزويد القيادة التركية بمعلومات عن العناصر التي تنوي الانضمام إلى التنظيم، حيث قال في هذا السياق: "لو قامت الدّول الأوروبية بتزويدنا بالمعلومات الكافية حول المقاتلين الذين يرغبون في الانضمام إلى صفوف التنظيم، لكانت القيادة التركية قد قامت بواجباتها في اعتقالهم وإعادتهم إلى بلدانهم.

كما أجاب الرئيس أردوغان على سؤال حول التفجيرات الإرهابية التي حدثت في العاصمة الفرنسية باريس والتضامن الذي أظهره الشعب الفرنسي وأحزابها السياسية.

ففي هذا السياق قال أردوغان: "عندما أعلنت الحكومة الفرنسية قرار منع التجول، أبدى المواطن الفرنسي وأحزاب المعارضة في هذه الدولة، تفهما لهذا الأمر. وقالوا بأنّ القيادة أصدرت هذا القرار حرصاً على سلامة المواطنين، بينما نجد أنّ بعض الأطراف الداخلية في بلادنا تحاول استغلال مثل هذه القرارات لأغراضها السياسية، وتستعملها كآلة لضرب الحكومة التركية، فبدؤوا بإطلاق صيحات معادية للدولة التركية، حتّى أنهم بدؤوا باتهام الدولة بالقاتل والفاشي".

وعن قمة دول العشرين الصناعية التي جرت في ولاية أنطاليا التركية، صرّح الرئيس التركي بأنّه ركّز خلال لقاءاته الثنائية مع القادة والزعماء المشاركين، على قضية اللاجئين وانعكاسات هذه الأزمة على تركيا والعالم بأسره.

وفيما يخصّ مكافحة تنظيم الكيان الموازي، أوضح الرئيس التركي أنّ هناك مساعٍ جارية من أجل إعادة زعيم التنظيم القابع في الولايات المتحدة الأمريكية وأنّ الإجراءات الحقوقية في هذا الصّدد جارية.

كما جدّد أردوغان في هذا السياق عزمه على مواصلة مكافحة هذا التنظيم، حيث قال في هذا الصّدد: "سأستمر في اجتثاث جذور هذا التنظيم وسأعمل على إنهاء وجوده في تركيا. فالمسألة ليست مسألة شخصية، إنما أسعى لاستعاد حقوق الشعب التركي المسلوب من قِبل هذا التنظيم".

وفيما يخص الشؤون الداخلية، وتعليقاً على عملية تشكيل الحكومة الجديدة، قال أردوغان بأنّ الوقت قد حان لإنشاء دستور جديد للبلاد، وأنّ على تركيا التخلص من الأزمات الناتجة عن النظام الحالي.

وقارن أردوغان بين انتخابات السابع من حزيران والأول من تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، حيث أكّد خلال حديثه عن هذا الأمر بأنّ حكومات التحالفات في تركيا لم تنجح في تطوير البلاد وأنّ حكومات الحزب الواحد هي التي ساهمت في تقدّم البلاد وتطوّرها.

وفي نهاية حديثه تطرق أردوغان إلى مسألة الانتقال من النظام البرلماني القائم إلى النظام الرئاسي، حيث قال في هذا السياق: "سأظلّ أدعوا الجميع للعمل على تحقيق هذا الأمر وإنني أتعجب من خشية البعض من هذا النظام، فأنا لا أطالب بهذا من أجل مصلحة شخصية. بل أطالب به لأنني أؤمن بأنّ النظام البرلماني الحالي لم يعد بإمكانه مواكبة التطور الحاصل في تركيا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!