أحمد تاشكاتيران - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
تأكد مؤخرا تمديد فترة وجود البروفسور والدكتور محمد غورماز في منصب وزير الشؤون الدينية ل 5 سنوات أخرى جديدة، ويُعد الشيخ غورماز قامة من قامات العالم والعمل المحلي والعالمي. أما في المعرفة العلمية فهو يعرف التاريخ الإسلامي الطويل عبر 14 قرنا معرفة صحيحة بعيدة عن التشوهات الفكرية أو التاريخية الضالة المضلة، ويؤهله استيعابه للأبعاد الصحيحة لهذا المنصب بكل جدارة.
يحمل غورماز مسؤولية كبيرة تجاه كل المسلمين في تعبيد وتوضيح الطريق الصحيح لهم، فيقول محمد إقبال عنه "هو المسؤول عن توجيه المسلمين في كل العالم". ومن أجل إن توكل له مهمة بهذا الحجم يجب أن يكون صاحب رؤية صحيحة في قراءة التوجهات المختلفة وقدرة على استيعابها. فمهمة وزير الشؤون الدينية تكمن في توسيع آفاق المسلمين مع تغير واختلاف توجهاتهم بعدما أصبحوا حديث العالم.
إن القراءة الصحيحة من وزارة الشؤون الدينية لتطورات العالم الإسلامي وفهم أبعاده لا تأتي بالمصلحة فقط على حياة الفرد المسلم، وإنما تمتد لتفتح الآفاق أمام المسلمين جميعا. وهنا مثلا أستطيع أن أسأل السؤال التالي لوزير الشؤون الدينية "لماذا يوجد هناك إرهاب في العالم الإسلامي؟ وكيف نستطيع التخلص منه؟
أما في صفات محمد غورماز الشخصية فنرى أنه صاحب مبادئ فكرية راسخة وإيمان بالحياة عميق، معتدل وصاحب وقار وجلد وتواضع، وهو خلوق محب للكل، وصاحب مسؤولية مدافع عن المظلومين. ولهذا فإن وجود شخص بمثل كل هذه الصفات يُعد مكسبا عظيما لتركيا والأتراك. قد يكون هنالك من يتشكك بمنصب وزير الشؤون الدينية وأهميته بسبب عدم تبلور فهم صحيح وعميق لنظام عمل هذه الأشياء، أو حتى ضيق الأطر التي يفهم بها أبعاد العالم الإسلامي، ولهذا فإن اختيار محمد غورماز يأتي ضمن اختيارات النظام الجديد بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
التطورات المتلاحقة في العالم الإسلامي ستدفع تركيا نحو تحويل أبعادها لتصبح في إطار كونها دولة من دول العالم الإسلامي. فأكثر الأماكن التي تعاني الضعف والفوضى الآن هي مناطق العالم الإسلامي، وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه ولم تحل هذه المشاكل فإن المرض والضعف سيستمر ليصيب كل العالم. والسبب الأساسي في هذا الضعف الذي يعيشه العالم الإسلامي اليوم هو مخلفات الحرب العالمية الأولى التي فرضت الاحتلال والأنظمة الدكتاتورية من بعده، ولأن الإسلام يرفض هذه التبعات؛ كان مجبرا على الثورة والنهوض ليقف ضد هذه الأنظمة، وبهذا نرى الصورة الحقيقية والسبب الأساسي في معاناة العالم الإسلامي.
معركة تركيا لا تمثل الأتراك فقط بل مثلت وما تزال تمثل كافة المسلمين، فهي رمز لثورة المسلمين على الاضطهاد وتكبيل الأيادي، فالعالم الإسلامي يحتاج إلى قيادة على المستوى العالمي ونموذج في القيادة لمعركته للتحرير، وبهذا تُعتبر تركيا نموذج يبحث عنه المسلمين في كل المنطقة الإسلامية. ومن أجل قيادة الرؤية الإسلامية يجب أن تمتلك تركيا وزارة شؤون دينية ذات فهم صحيح للإسلام، ولهذا كانت مهمة وزير الشؤون الدينية لا تقتصر على تركيا؛ بل هي مهمة عالمية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس