ترك برس
دعا مفتي المملكة العربية السعودية، عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، الدول المسلمة إلى التضامن مع تركيا ودعمها ضد روسيا في الأزمة الحاصلة بين البلدين على خلفية إسقاط طائرة روسية انتهكت السيادة التركية نهاية الشهر الماضي، مؤكدًا أن ضياعها خسارة لجميع المسلمين.
جاء ذلك في معرض رده على سؤال أحد المتصلين ببرنامج "مع سماحة المفتي"، على قناة المجد الفضائية يوم أمس الجمعة، حول وجوب دعم المسلمين الحكومة التركية، بالمال والاقتصاد ووقف المعاملة مع روسيا والتوجه إلى كل دولة تقف مع المسلمين ومع القضيتين السورية والفلسطينية موقفًا مشرفًا.
وقال الشيخ عبد العزيز: "أظن أن الدول الإسلامية لا يخفى عليها هذا الشيء، تركيا بلد إسلامي كبير، ضياعه يعني خسارة للمسلمين، لابد للمسلمين الانتباه إلى ذلك، وإن لم يساعد هذا الثغر العظيم ويثبت أقدام أهله ويساعدون فيخشى من أمر إذا حدث لتركيا أن يكون له أثر على الناس في حياتهم".
وفي سياق متصل، قال عضو مجلس الشورى السعودي السابق، ورئيس منظمة العدالة الدولية الدكتور، أحمد عثمان التويجري في مقالة له نُشرت عبر صحفة سبق الإلكترونية، إن "من الواضح جدًا أن الدب الروسي لم يستوعب الدرس الذي تلقاه في أفغانستان، ومن الواضح جدًا كذلك أن القيادة الروسية تجهل أو نسيت أن إسطنبول كانت عاصمة الخلافة الإسلامية قرونًا عديدة، وأن الجمهورية التركية دولة كبرى في منظومة الدول الإسلامية، وأن الحزب الحاكم في تركيا اليوم حزب إسلامي تمتد جذوره إلى أعماق التاريخ الإسلامي، وأن امتدادات التعاطف معه والتأييد له في أوساط الأمة تنتشر من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وأن الزعيم التركي المسلم السيد رجب طيب أردوغان زعيم تاريخي له مكانة سامية في قلوب المسلمين، كما تجهل أن أي اعتداء روسي على تركيا سيكون في حقيقة الأمر اعتداء على الأمة كلها، وأن ردة الفعل الإسلامية تجاهه ستكون أقوى وأعظم من ردة الفعل على الغزو السوفييتي لأفغانستان".
وأشار التويجري، أن "من أوجب الواجبات أن تهب الأمة كلها لنصرة تركيا، وأن تُسمع العالم أجمع صوتها المستنكر والمندد بالغطرسة الروسية، وإن من الواجب والمتوقع أن تدعو منظمة التعاون الإسلامي إلى مؤتمر قمة عاجل تُتخذ فيه قرارات حاسمة لدعم تركيا ومساندتها في جميع المجالات، وإن من أوجب واجبات العلماء والمفكرين والدعاة والمثقفين المسلمين التداعي لنصرة الشعب التركي والدولة التركية بكل السبل والقنوات المتاحة، وأن يقودوا حملة شاملة لتنوير الأمة بالواجبات الشرعية حيال التهديدات الروسية، وأن يحشدوا القوى والطاقات لمواجهتها".
وأردف قائلًا: "إن ما تواجهه تركيا من هجمة ظالمة من قوى الشر والطغيان الملحدة والطائفية يوجب علينا جميعًا أن نقف معها بكل ما نملك، وأن نشعر القاصي والداني بأن المعركة التي يخوضها الشعب السوري المجيد، التي تقف فيها المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية ودولة قطر مع الحق والعدل، ليست معركة الشعب السوري وحده وإنما هي معركة وجود ومعركة هوية ومعركة كرامة للأمة كلها، وأن الأمة لن ترضى فيها إلا بالنصر المبين بإذن الله، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
الجدير بالذكر، أن تركيا تشهد خلال الفترة الأخيرة أزمة سياسية واقتصادية مع روسيا بسبب إسقاطها مقاتلة روسية من طراز "سوخوي-24"، في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، لدى انتهاكها المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوبا)، وقد وجّهت مقاتلات تركية، 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق- بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دولياً- قبل أن تسقطها، فيما أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، صحة المعلومات التي نشرتها تركيا حول حادثة انتهاك الطائرة لمجالها الجوي.
هذا واتهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تركيا (عقب حادث إسقاط المقاتلة) بشراء النفط من تنظيم داعش ودعمه، وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال أثناء مشاركته في أعمال قمة الأمم المتحدة للمناخ بباريس، الإثنين، ردًا على مزاعم نظيره الروسي، إن "المصادر التي نشتري منها النفط والغاز الطبيعي معروفة لدى الجميع، وهي مصادر مشروعة ومعلنة، ولسنا عديمي الكرامة لنتعامل مع منظمات إرهابية (في إشارة لداعش)".
كما وقّع بوتين، مرسومًا، يتضمن سلسلة إجراءات اقتصادية ضد تركيا، تتضمن منع المؤسسات والمنشآت التركية من ممارسة نشاطات في روسيا، ووقف استيراد بعض السلع ذات المنشأ التركي مؤقتًا، أو منع استيرادها بالكامل، ومنع كافة الشركات العاملة في روسيا، من توظيف مواطنين أتراك، اعتبارًا من مطلع كانون ثاني/ يناير 2016 المقبل".
كما وقّع بوتين قرارًا، بتعليق السفر بدون تأشيرة بين روسيا وتركيا من طرف واحد، اعتبارًا من مطلع العام المقبل 2016، فضلًا عن منع الشركات السياحية من تنظيم رحلات إلى تركيا، ووقف رحلات الطائرات المستأجرة من قبل الشركات (شارتر)، بين البلدين، وتشديد الرقابة على شركات الشحن التركية الناشطة في روسيا، والناقلات البحرية التركية في البحر الأسود وبحر آزوف.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!