ترك برس
أكّد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، على أن "الحدود والأجواء والمياه التركية، مقدسة، وحمايتها واجب وحق مشرف بالنسبة لنا"، وذلك ردا على التوتر في العلاقات التركية الروسية، عقب حادثة إسقاط مقاتلة الأخيرة.
جاء ذلك في كلمة له، باجتماع الجمعية العامة لنقابة العمال الأتراك، في العاصمة أنقرة، حيث أوضح أن "استهداف الطائرات التركية للمقاتلة الروسية ليس استهدافا لدولة ما، فنحن لم نقم باختراق الأجواء السورية، بل قامت طائرة مجهولة الهوية (قبل التحقق من كونها روسية)، بانتهاك سيادة أجوائنا، قادمة من سوريا، فقمنا بإسقاطها بناء على قواعد الاشتباك الدولي".
وأضاف داود أوغلو، ردا على الاتهامات الروسية، "إننا نتعرض منذ عدة أيام للعديد من الاتهامات الكبيرة من قبل الجانب الروسي، وأريد أن أسأل المسؤولين الروس، وفي مقدمتهم الرئيس بوتين، أن يضعوا أنفسهم في نفس الموقف، ماذا سيكون رد روسيا، في حال طلبت أوكرانيا الدعم من تركيا في الحرب الأهلية الجارية فيها، وقامت المقاتلات التركية بالتدخل في دولة بعيدة عنها ولا تربط بينهما حدود مشتركة، بانتهاك الأجواء الروسية لدى تدخلها في شرق أوكرانيا؟".
وانتقد رئيس الوزراء التركي، في هذا السياق، حول التدخل العسكري الروسي في سوريا قائلا "إن تركيا وسوريا دولتا جوار، إلا أن روسيا وسوريا ليستا كذلك، ورغم ذلك تدخلت لدعم النظام السوري، تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش، إلا أنها على عكس ذلك، تشارك في قصف أهالي منطقة جبل التركمان، الذين ترطنا بهم علاقات الأخوة منذ مئات السنين، وذلك باستخدام الأجواء التركية، رغم تحذيراتنا المتكررة لها انتهاك هذه الأجواء، إلا أنهم لم يفهمونا، أو بالأحرى لم يريدوا ذلك. وبناء عليه قام سلاحنا الجوي باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة".
وأشار داود أوغلو، إلى أن تركيا تتخذ كل هذه التدابير لحماية حدودها، مضيفا "إن هذه الإجراءات لحماية المدنيين في سوريا أيضا، فالمدنيين الذين يتعرضون لقصف مناطقهم من قبل الطائرات الروسية، لا يلجؤون إلى روسيا، بل يأتون إلى تركيا، ونقوم باستقبالهم على أراضينا. ففي الوقت الذي تستهدف فيه روسيا منطقة جبل التركمان الذي لا يحتوي على أي عنصر من داعش، مخترقة أجواءنا، فهذا يعني أنها يجب أن تبقى صامتة في حال لو تعرضت لنفس الموقف في شرق أوكرانيا".
ودعا رئيس الحكومة التركية، المسؤولين الروس للجلوس على طاولة الحوار، ومناقشة كافة المستجدات الأخيرة، فنحن مستعدون لتناول كافة الأحداث معهم، والإجابة على كافة إشارات الاستفهام التي لديهم، إلا أننا لن نسمح لهم بمعارضة كافة مواقفنا، ولن نقف صامتين على قتل أخوتنا التركمان أمام أعيننا".
وأردف، "إن كانت ستقام حكومة سورية جديد لنقرر ذلك سوية، مؤكدا على "لن نقف متفرجين أمام تشكيل حكومة سورية معادية لتركيا وتشكل خطرا عليها".
ولفت داود أوغلو، إلى أن العقوبات الاقتصادية التي تهدد روسيا بإقامتها ضد تركيا، ستلحق الضرر بمصالح كلا الجانبين، موضحا أن بلاده لم تلتزم بالعقوبات الاقتصادية التي فرضت على روسيا عقب تدخلها في أوكرانيا، لأنها ترفض فرض العقوبات على الدول التي تعتبرها صديقة ومجاورة"، داعيا القادة الروس لإعادة النظر في القرارات الأخيرة التي اتخذوها بحق تركيا. ومؤكدا بنفس الوقت على قدرة بلاده في اتخاذ إجراءات وتدابير وقائية في حال ثبات الموقف الروسي".
وفيما يخص إرسال نحو 150 جندي تركي إلى مدينة الموصل العراقية، لمهام تدريبية، والأخبار التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام بشكل مغلوط، أكّد داود أوغلو على أن " بعض وسائل الأعلام استغلت العملية لأغراض أخرى، ويجب ألا تُفهم مساعدتنا بشكل خاطئ، فتركيا ليس لها أي أطماع في أراضي أي دولة أخرى، فإرسال الجنود الغرض منه تدريب القوات العراقية في كفاحها ضد الإرهاب والمنظمات الإرهابية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!