ترك برس

يضم تاريخ الدولة العثمانية بين أضلعه العديد من القيم والتجارب التي يمكن الاستناد إليها في عدة مجالات، وحكم الدولة العثمانية العديد من السلاطين، الذين مثل كل منهم شخصية تاريخية فريدة ذات تجارب ومواعظ، وبرزت من بعضهم نصائح ذهبية ثمينة تستحق المطالعة والتفكر، وفي هذا الموضوع نتناول بعضًا منها.

ـ نصيحة مؤسس الدولة العثمانية عثمان غازي "1258 ـ 1326" إلى ولده أورخان غازي "1281 ـ 1362"

"يابني؛ اعتني قبل كل شيء بالدين وفرائضه، لأن الدين هو الأساس المتين لقوة الدولة، لا تُعطى وظائف الدولة إلا لأناس ذوي خبرة قوية وعقيدة صحيحة وتقوى شديدة، لأن الإتقان منوط بالخبرة، والضمير منوط بالعقيدة الصحيحة والأمانة منوطة بالتقوى الشديدة".

"اعلم الذي لا يخاف من الخالق لا يخاف من المخلوق، ولا يمكن الثقة بمن يعصي خالقه. نحن دولة مسلمة لذا بعد الخبرة والأهلية لا بد من الاعتناء بالتقوى والورع حتى نحفظ الأمانة النبوية في رعاية أمور المسلمين. احفظ حقوق الله وحقوق العباد ولا توقف هذه النصيحة عندك بل أوصلها إلى أبنائك وجميع المسلمين".

"الدولة قوية بعدلها وإنصافها ومُنهزمة ومنهارة بظلمها وبطشها لذلك احرص على العدل وتجنب البطش. ثق بالله دومًا واعلم أنه معك ما دمت معه. اكسب رضى العامة كلها فقيرها قبل غنيها وبائسها قبل ميسورها واحرص على التعامل مع جميع العباد بلطف وعدل".

ـ نصيحة أورخان غازي "1281 ـ 1362" إلى ولده مراد الأول "1326 ـ 1389"

"يا بني؛ لا تنغر بالسلطنة فهي زائلة لا محالة، لا تنسى أن سيدنا سليمان مالك الدنيا بأسرها ذهب وأصبح من الماضي. سلطنة الدولة مؤقتة ولكنها فرصة كبير لم يستغلها في خدمة الله ودين رسوله "محمد" صلى الله عليه وسلم، وإذا أحسنت استخدامها فقد تكون شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم من نصيبك."

"إذا قارنت الدنيا بالآخرة سترى أن الدنيا لا تستحق أن نفديها بالسعادة الأبدية، لذا احرص على أن تكون الرابح في النهاية".

"يا بني؛ لن يتركك اليهود والنصارى مرتاحًا، سيحيكون المؤمرات والمكائد دائمًا لإسقاط عماد الدول الإسلامية، لذلك كن متيقظًا وإياك والغفلة أو الميل إليهم، النبي بشّر فاتح إسطنبول بالشرف العظيم، أنا لم اتمكن من فتحها لذلك احرص أنت بعد أن يتوفاني الله على فتحها وضمها إلى دولتنا العظمى".

"احفظ الأمن للمسلمين وارعى مصالحهم، فأنت خادمهم لا سيدهم. احرص على توسيع رقعة دولتنا العظمى التي أسسها أبي "عثمان غازي" في قرية صغيرة وأصبحت اليوم بفضل الله "عزوجل" دولة كبيرة، نحن ورثة دين "محمد" صلى الله عليه وسلم الذي حمل الأمانة لنشر دعوة الحق، لذا احرص دومًا على أن تكون حامل أطهر دعوة على وجه المعمورة".

ـ نصيحة يلديريم بيازيد" 1360 ـ 1403" لولده محمد شلبي "1389 ـ 1421"

"يا بني؛ احرص دومًا على أن تكون متواضعًا، فلا يغرنك السلطان والمال. كنت مبتسم فمن خلال ابتسامتك ستنال الكم الهائل من الصدقات. لا ترضخ لغضبك مهما كان سببه ومهما كانت شدته، فكم من غاضب قطع أصابعه ندما".

ـ نصيحة مراد الثاني "1404 ـ 1451" لولده محمد الفاتح "1432 ـ 1481"

"ولدي الحبيب؛ أتمنى من الله أن يزيدك من فضله وأن يمدك بالمزايا الحسنة، ولكن أعلم يا بني بأن أجمل المزايا هي تلك التي تأتي من بشرى نبينا صلى الله وعليه وسلم الذي يقول "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش"، يابني احرص دومًا أن تكون صاحب هذا الشرف العظيم".

"يا بني إدارة الدولة تحتاج إلى براعة وحكمة، لذا إياك وتصديق كل ما يقال لك سواء من حبيب قريب أو عدو لدود، فكر جيدًا في جميع الأمور التي تواجهها وأعطي القرار السديد بعد التفكير مرة ومرة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!