سعادت أوروتش - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

سويسرا مكان عجيب لعقد اللقاءات، ففي أحد الأزمنة كانت بيت الضيافة للاجتماعات بين تركيا مع أرمينيا في زمن كانت فيه العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مقطوعة، واليوم كذلك هي الحاضن للاجتماعات التركية الإسرائيلية الجارية.

هذه الاجتماعات وبالمعلومات المسربة وغير المكتملة منها تنعكس على شعوب كلا الدولتين، وتشكل مادة دسمة للنقاشات في الإعلام والمواقع الاجتماعية، ونشهد محاولات خلق أجواء تمثل السياسة الخارجية التركية وكأنها تعود أدراجها للخلف بخصوص العلاقات مع إسرائيل.

ولكن في الحقيقة فإن استمرار هذه اللقاءات والنتائج الحاصلة عنها سوف تسهل حياة أهالي قطاع غزة. يبدو أننا سنرى على الأجندات تمكن تركيا  قريبا من مد يد العون لغزة. فالخارجية التركية وسياساتها تحاول أن تحافظ على التوازن بين المصالح التركية والمستلزامات السياسية من جهة والضمير والوجدان الإنساني من الجهة الثانية. فصاحب الضمير الحي وعند تتبعه للسياسة الخارجية لن يمر في عقله ولن تكن في قلبه شبهة أبدا بعكس بذلك.

الاجتماعات الثنائية بين الدولتين والتي ما زالت مستمرة حتى الآن ولم تخرج للجماهير بأية توضيحات ولم تُتلى على الشعب بعد؛ لكن  يمكننا أن نتوقع من هذه اللحظة أنها تحمل في طياتها الخير لغزة وأنها تعمل لإزالة هذا الكابوس الخانق عن الغزيين.

لا بد من الإشارة إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد خالد مشعل وفي اجتماعه الأخير مع المسؤولين كان قد أطلع على آخر التطورات في الاجتماعات الإسرائيلية التركية الجارية. خلاصة القول إنني على ثقة أن الطرف الفلسطيني سيخرج بربح وفائدة من هذه الاتفاقيات التي سيتم إبرامها.

حسنا إذا ما الذي يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي؟ ما الذي يحدث في الإعلام؟ ما الذي يجري في صف المعارضة؟ أليسوا على علم بشيء يسمى الدبلوماسية أو السياسة؟ إنهم يعلمون ويفقهون ذلك، ولكن تعكير المياه الراكدة وتنغيص الأجواء هدفهم وهو لهم كاف.

إن دخول السياسة الخارجية التركية بمرحلة تحور وتشكل جديدة أمر طبيعي خصوصا مع التطورات الأخيرة في المنطقة. لكن علينا أن نفصل بين هذه التحورات وبين التغيرات في العلاقات مع إسرائيل. فالحكومة الإسرائيلية ومنذ فترة لا بأس بها تسعى جاهدة لتعديل العلاقات وتطبيعها مع تركيا.

في النهاية لا يجب أن يغيب عنا أن المسؤولين الأتراك وفي أثناء مناقشاتهم للمذكرات على طاولة الاجتماع لن يخطوا أي خطوة دون سماع صوت الضمير ونغمة الوجدان الإنساني في صدورهم. وإن كل خطوة يخطوها هؤلاء المفاوضون يتم التصديق عليها وتحوير شكلها وتعديله بناءا على تعليمات رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان.

عن الكاتب

سعادت أوروتش

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس