سعادت اوروتش - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

لقد كانت خطوة انقرة لفتح أبواب قاعدة الطيران العسكرية انجرلك صاحبة الفضل في الخطوات الكبيرة في كتابة التاريخ من جديد وإعادة كتابته في الشرق الأوسط، فبدل انطلاق الطائرات الحربية من قطر والكويت من مسافات بعيدة، اليوم ستنطلق الطائرات من الحدود التركية السورية لقصف التنظيم الارهابي داعش، وفي المقابل فان انقرة تكون قد حصلت على صك التحرك بحرية في الملف الكردي.

لقد صُدمت قوات وحدات حماية الشعب الكردي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني مع الدول الداعمة لها من الضربات التركية لعناصرهم ونقاطهم العسكرية، كما عبر عن ذلك القائد في وحدات حماية الشعب صالح مسلم؛ الذي ابدى اسفه واستغرابه من موقف الولايات المتحدة الامريكية الذي وحسب وصفه قال انهم اعتقدوا بأنهم حلفاء.

لقد لعبت الولايات المتحدة الامريكية أوراق اللعبة بشكل صحيح عندما استخدمت حزب العمال الكردستاني للضغط على تركيا من اجل ان يتم اتفاق بين الطرفين؛ تستلم بموجبة واشنطن الموافقة الخطية على استخدام القاعدة والمطار العسكري.

في نفس الوقت كانت جهود رئيس حزب الشعوب الديمقراطية صلاح الدين دميرتاش مع ممثلي واشنطن في بركسل قد بدأوا التحرك من اجل إعادة محادثات اسلام من جديد الى الطاولة السياسة والعودة التهدئة.

في المقابل كان الرد القادم من واشنطن يفيد بانها لن تتدخل بسياسيات انقرة، فرغم نداءات دول اخر من اجل التهدئة مثل المانيا، الا ان رد أوباما كان واضحا في دعمه للحملة العسكرية التركية على حزب العمال الكردستاني، ففتح القاعدة العسكرية انجرلك كان يمثل المفتاح للمعركة التركية في المنطقة.

قبل الرحلة السياحة التي خرج بها دميرتاش الى بركسل أجري اجتماع مع رئيس الحزب الجمهوري كمال كيلتشدار اوغلو، وكان الأخير قد أكد على ان توجهات الحزب ستكون في اتجاه إعادة الانتخابات، وهو الذي دفع صلاح الدين دميرتاش الى المسارعة في ملف التهدئة بإيعاز من عبد الله اوجلان؛ لكيلا تكون الحملة العسكرية الحالية باب خسارة جديد في الأصوات المتوقعة له ولحزبه.

عن الكاتب

سعادت أوروتش

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس