ترك برس

اعتبر محللون وكتّاب وخبراء، التفجير الذي وقع في ميدان سلطان أحمد بمدينة إسطنبول، وأسفر عن مقتل 11 شخصًا وجرح 15 آخرين، أنه "جريمة نكراء ومسعىً لئيم لاستنزاف تركيا وتفتيتها كما استُنزفت دول الطوق العرب"، لافتين أنه "استهدف المعلم الإسلامي السياحي المركزي الذي يجمع كل شتات المسلمين ويعرض رؤية الاسلام في خطاب الشرق للغرب".

ورأي بعض الخبراء أن "تركيا تدفع ثمن مواقفها مع الشعوب، وإصرارها على استقلال قرارها في منطقة يقودها حكام جبابرة في الداخل، أذلّة في الخارج"، وأن "أعداء تركيا كثر، ونموذجها غير مرغوب فيه غربيا وروسياً وإسرائيليا وإيرانيا، والمنطقة حولها تحترق، فهي تحتاج سياسة خارجية تناسب قوتها ومكانتها".

المفكر الموريتاني، أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بكلية قطر للدراسات الإسلامية "محمد المختار الشنقيطي"، قال في معرض تعليقه على الحادث، إن "تفجير اسطنبول هو ما كنا نخشاه منذ 5 سنين من الخذلان العربي والتردد التركي في وقف المذبحة السورية، تأخير القرار الاستراتيجي عن وقته مَهلكة"، وتسائل قائلًا: "هل سنرى من قادتنا الذي توافدوا على فرنسا بعد هجمات شارل إبدو وبكوا على تفجيرات باريس مواقف متعاطفة مع تركيا التي تستحق أكثر؟!".

وأوضح الشنقيطي، أنه "لن يفرح بتفجير اسطنبول ويشمَت بتركيا سوى عمائم السوء الإيرانية الموتورة، وأبواق الليكود العربي اللئيمة، والصهيونية العالمية المتربصة"، مبينًا أن "المصرون على إدامة الحرب في سوريا يستهدفون استنزاف تركيا، وتحطيم نموذجها الصاعد، المستقل القرار، والمتحرر من الوصاية الخارجية"، منوهًا إلى أن "تركيا هي الدولة الوحيدة المؤهلة لوقف الفوضى الدموية في المنطقة، والوقوف في وجه الهمجية الإيرانية الروسية قبل أن تحترق بنارها".

من جهته لفت الكاتب والمحلل السياسي السعودي، مدير مكتب دراسات الشرق الإسلامي بإسطنبول "مهنا الحبيل" إلى أن "خيوط عديدة جمعت في جسم العملية ومنفذها الإرهابي، ليتحقق أكبر ضرر على تركيا وخاصة في الملف السوري وممانعتها الداخلية، تصاغ بتحالف مخابراتي"، مشيرًا أن "الأداة المنفذة لا تغيّر من عمق التوجه في تفجير إسطنبول، ومسار الاستهداف الاقليمي والدولي وهو ما يتطلب تضامنا كبيرا مع تركيا شعبيا ورسميا".

وذهب الحبيل إلى أن "تصعيد أردوغان اليوم مع إيران يتخذ منحًا جديدًا، وذلك لوضوح دور طهران المتزايد في التنسيق مع موسكو لتفجير الأوضاع في تركيا ودعم الانفصاليين"، وأن "خطاب أردوغان والدعم القوي للوضع الخليجي العربي أمام طهران نتيجة قناعة تترسخ لديه بأن حركة الحروب الطائفية التي تشعلها مستمرة بلا هوادة".

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني "ياسر الزعاترة"، إن "تفجير استنبول ينزل بردًا وسلامًا على قلب خامنئي وبوتين، إيران هي من تحرّض حزب العمال الكردستاني لمواصلة حربه، كل ذلك من أجل سوريا"، مضيفًا أن "كل ما يجري من عبث في تركيا، من حزب العمال إلى التفجيرات ليس بعيدًا عن أصابع سليماني، معاقبتها على موقفها في سوريا ودفعها للتراجع هو الهدف".

واعتبر العقيد "رياض الأسعد"، مؤسس وقائد الجيش السوري الحر أن "التفجير الذي حدث اليوم في تركيا ما هو إلا عمل ارهابي اجرامي مدان بكل الشرائع السماوية وقتل الابرياء لهو يعبر عن الخسة والنذالة ونتقدم باحر التعازي الى اخوتنا في تركيا شعبا وحكومة بالشهداء الذين اغتالتهم يد الغدر والاجرام".

وأضاف الأسعد أن "ايذاء وتفجير تركيا بأي ادعاء هو خسه وغدر يسعر الفتن بسوريين ويخالف نهج دين الاسلام وهم اكثر من نصرنا واكرمنا وفرج عنا وجزاء الاحسان احسان"، محذّرًا "من غل وتهجم وفتن المعرفات المجهولة والمدعيه الحميه لجهة أو فصيل، بينما هدفها بوضوح استخباراتي قذر لبث الفتنه والأحقاد وتسعير الفرقه".

وأوضح الأمين العام لمؤتمر الأمة ورئيس حزب الأمة، أستاذ التفسير والحديث بجامعة الكويت "حاكم المطيري"، أن "تركيا تدفع ثمن وقوفها الإنساني مع العرب فقد آوت مليوني مهاجر سوري وعراقي بينما تقوم إيران بقتلهم وتهجيرهم وأمريكا بحصارهم وداعش بتفجيرهم".

وأسفر الهجوم الانتحاري، الذي وقع في ساحة "السلطان أحمد"، يوم أمس الثلاثاء، عن مقتل 10 أشخاص، إضافة إلى منفذ الهجوم، وإصابة 15 آخرين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!