سيردار تورغوت - خبر ترك - ترجمة وتحرير ترك برس
سيطر داعش على مناطق هامة في سوريا والعراق، وبالتالي بالتأكيد سيستخدم الإمكانيات التي حصل عليها خصوصا من المدن العراقية، وسبب تحرك أمريكا السريع ضد داعش في هذه المرحلة، أساسه أدراك الولايات المتحدة الأمريكية لإمكانية أن يشن داعش حربا كيميائية.
هذه الحقيقة المرعبة التي تهدد تركيا والمنطقة، فرضت على أمريكا التحوّل فورا إلى حالة الحرب، واتخذت القرار بصورة سريعة وعاجلة.
لكنهم لم يصرّحوا حتى اللحظة بهذه الحقيقة، لكي لا يحدث حالة من الهلع والرعب في صفوف المواطنين وحتى الدول، لكنني أتابع جيدا تصريحات الاستخبارات وتحليل خبراء المخابرات لجدية الوضع الحالي.
قرأت كل ما كتب عن داعش في الصحافة الأمريكية أثناء تواجدي هناك لأمر مختلف، واستمعت بإنصات لكل نقاش دار حول خطورة داعش.
وخلصت إلى هذه النتيجة من خلال قراءة ما بين السطور، دون الحاجة حتى إلى الحصول على معلومات ووثائق سرية. وفي المحصلة كانت النتيجة التي توصلت إليها مرعبة حقا.
دوائر الاستخبارات تدرك تماما أن داعش ستقوم بعمليات هجومية إرهابية ضد مراكز ومدن هامة. فإلى جانب نيويورك ولندن، فإن داعش تضع ضمن أهدافها الإرهابية مدينة اسطنبول أيضا، والتي هي بالأًصل تحت تهديد داعش الذي عبّر عن ذلك بوضوح منذ مدة.
ونعلم جيدا أن مثل هذه العمليات، يهدف من خلالها داعش إلى قتل أكبر عدد ممكن من الناس لإحداث كارثة مفجعة.
والآن تمتلك هذه المنظمة مختبرات كيميائية وأسلحة كيميائية حصلت عليها من المدن التي سيطرت عليها خصوصا في شمال العراق. هذه الأسلحة بعضها ما تبقى في مخازن صدام حسين، وبعضها مختبرات متنقلة سيطرت عليها داعش من تنظيم القاعدة.
تحضر داعش نفسها الآن لبدء حرب كيميائية، بمساعدة متخصصين متشددين انضموا إليها قادمين من الغرب، وبالإمكانيات المتوفرة بيدهم نتيجة احتلالهم لتلك المدن.
لهذا يعتقد الغرب أن عليه فورا، تعطيل هذا المشروع المدمّر، والسيناريو المرعب، بشتى الطرق والوسائل الممكنة.
وأسلوب أوباما المتعجّل في بدء هذه الحملة ضد داعش، الذي بدا واضحا عليه خلال خطابه الأخير، مصدره هذه الحقيقة المرعبة، لكنه لم يرد أن يخلق حالة من الهلع والخوف لذلك لم يصف حقيقة الموقف بشكل واضح.
النظام الأمريكي ينتظر الآن دورا هاما من تركيا في هذه الحرب، ويُطلب من تركيا حاليا أخذ إيرادات من البترول الذي يباع عبر أراضيها، وكذلك منع انضمام أي شخص جديد إلى داعش عبر حدودها بصورة نهائية.
وندرك جيدا أنه مهما كان حجم الهجمات الجوية الأمريكية، لن تصل إلى الهدف المطلوب، ما لم يكن هناك معلومات استخباراتية من ميدان المعركة، وإمكانيات الولايات المتحدة الأمريكية في هذا المجال تضاءلت جدا قبيل انسحابها من العراق.
المسئولون الأمريكيون، يقولون أن مساعدة الاستخبارات التركية لهم في هذا المجال سيكون مفيدا جدا وسيغيّر الوضع كليا، وسيكون عاملا مساعدا في حسم المعركة.
لكنهم لا يعرفون إلى الآن ماذا سيكون موقف تركيا من هذا الأمر، فهناك غموض لدى واشنطن حول هذه المسألة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس