سيردار تورغوت – صحيفة هابير ترك – ترجمة وتحرير ترك برس
أوشكت أن تنتهي مهمتي بعد مراقبة متعبة للانتخابات الأمريكية وتداعياتها. تحدثت مع العديد من الشخصيات من مختلف المستويات الحكومية سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها مع استمرار علاقاتهم مع الداخل. أفصح جميعهم عن تحليلهم الشخصي للأحداث الأخيرة, وتمكنت من معرفة أشياء كثيرة منهم. لكنني لاحظت خلال اللقاءات التي أجريتها شيئا مختلفا تماماً عن غيره، على الرغم من موقف البعض المعارض لأردوغان والشعور بالكراهية تجاهه, إلا أن جميعهم توافقوا على رأي ألا وهو أن تركيا لم تكن قادرة على تجاوز الصعاب التي مرت بها لو لم يكن أردوغان على رأس الحكم.
لن يعبّر أي أحد من الشخصيات التي التقيت بها عن هذا الرأي في بيان رسمي في حال قمت بتوجيه هذا السؤال بشكل مباشر إليهم, وأنا متأكد من ذلك. لكن عند الاستماع إلى تحليلهم الشخصي في خصوص تركيا والمنطقة والنتائج التي يصرحون بها, نقول "لحسن الحظ, هناك أردوغان" وهذا القول يأتي بشكل لا إرادي.
قيادة عالمية
عند النظر إلى التطورات العالمية ستلاحظون تشكل مواصفات قيادية جديدة في كل مكان, وتوجه خيارات هذه المواصفات إلى الجريء, المباشر, المتكلم بوضوح, يقف وراء ما يقول، لا ينحني حسب الظروف, مثل أردوغان تماماً.
يمكننا أن نلاحظ بدء التغير السريع في المخطط السياسي والاجتماعي للعالم. حيث سيقوم القادة الأقوياء بتوجيه العالم حسب آرائهم الجديدة والديناميكية خلال السنوات المقبلة. لو لم يكن أردوغان لكانت احتمالية نجاح تركيا وتأديتها دوراً مهماً في حلبة القيادات على مستوى العالم ضئيلة جداً. أصبحت تركيا بفضل أردوغان قادرة على حماية مصالحها والتكلم بلسان ملائم لمفهوم القيادة العالمية وموازٍ في الوقت نفسه للقوى الديناميكية للعالم الجديد. لذلك فإن السبب في انتقاد معظم المسؤولين الأمريكيين لأردوغان ينبع من رؤيتهم لهذه الحقيقة وشعورهم بالغضب تجاهها. أنا متأكد من أنهم يتمنون لو أن أردوغان غير موجود ليتمكنوا من التحكم بتركيا وفقاً لرغباتهم.
النظام الرئاسي
لهذا السبب أريد انتقال النظام في تركيا من البرلماني إلى الرئاسي أكثر من أي وقت مضى. أنا أؤيد هذا الانتقال في النظام وتعيين أردوغان رئيساً له منذ مدة طويلة, وسبق أن أفصحت عن أسباب تأييدي لذلك بشكل واضح.
أرى أن تركيا تحتاج إلى رئيس قوي مثل أردوغان خلال التطورات السياسية الجديدة في العالم وتشكّل مواصفات قيادية جديدة على المستوى العالمي. إننا نواجه مشاكل صعبة وخطيرة للغاية, والحلول صعبة لكنها ليست مستحيلة. حيث لا تحتاج تركيا سوى إلى قائد قوي قادر على قراءة العالم دون خوف, ومعرفة المواصفات القيادية الجديدة جيداً والتحرك على هذا الأساس.
مقالة خطرة
عادة ما أفكر جليّا قبل الشروع إلى كتابة أي مقال، وفي مقالي اليوم تعمدت أن أحصل على آراء أناس أثق بعقولهم، وطريقة تفكيرهم، حول الموضوع الذي اخترته، كلّهم قالوا لي: "اكتب كل ما تشعر وتفكر به، ولا تفكّر بالانتقادات التي ستأتيك، ولا تتردد عن قول أي شيء تريد التعبير عنه".
وهناك العديد من الأناس الذين يعيشون حولي والذين ينتقدونني لدى كتابتي لمثل هذه المواضيع، وربما يعود سبب ذلك إلى أنني إنسان علماني اشتراكي في نهاية المطاف. وأخف انتقاد أواجهه هو قول بعضهم لي: "نعلم الأسباب التي أدت بك إلى كتابة مثل هذا المقال"، وبذلك يكون قد وجّه إلى نوع من الانتقاد الضمني الساخر.
ما أفهمه من هؤلاء الذين ينتقدونني هو أنه يجب علي ألا أكتب عما أراه صحيحا، وألا أصفق للنجاحات التي أراها تتحقق أمامي
أرى أن أساليب هؤلاء المنتقدين واحدة من أهم الأسباب التي تقف حاجزا في إنشاء الحوار الذي تحتاجه تركيا. فأنا أواجه مثل هذه الانتقادات منذ اليوم الأول الذي دعمت فيه حزب العدالة والتنمية في 11 آب / أغسطس 2002، من خلال مقال كتبته لصحيفة "حرييت"، المعارضة منذ ذلك اليوم عمل على إبعادي عن طريقها، ومازال هناك الكثير ممن يلغيني عن حياته، وأظن أن بعد مقالي هذا، لن يلغوني من حياتهم فقط، وإنما سيعملون جاهدين على نسياني تماما.
وأنا بدوري سأعمل على الدوام على كتابة ما أراه صحيحا، ذلك لأنني أؤمن أن كل مشكلة في تركيا تُحل عن طريق الحوار، وسأكافح في سبيل إرساء ما أؤمن به.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس