هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
ما يزال رئيس الحزب الجمهوري كمال كيلتشدار أوغلو يتصدر الموقف القيادي في حزبه بلا منافس رغم المحاولات السبعة الأخيرة لإعادة انتخاب رئيس الحزب في الست سنوات الماضية؛ الأمر الذي دفع يلماز أوزديل ليُعلق ساخرا "لا نستطيع تفسير ما يحدث بالرجعية والتخلف".
كان تنصيب كيلتشدار أوغلو رئيسا للحزب بعد تنحية دنيز بايكال الذي ترأس الحزب لأطول فترة في تاريخه، ويستعين كمال كيليتشدار أوغلو بمنظومته الخاصة التي تساعده في الحفاظ على مكانه، ومن اهم اركان هذه المنظومة مهاجمته المتكررة الخالية من أدني معاني الحياء والشرف لرئيس الجمهورية الطيب أردوغان، وعلى ما يبدو فإن هذا الاستهداف لشخص أردوغان لن يتوقف حتى آخر يوم لكلتشدار.
ظهر الحزب الجمهوري بثوبه الجديد عندما اختار أن يقيم علاقاته الحميمة مع بعض التنظيمات الإرهابية مثل التنظيم الموازي والحزب الثوري الشيوعي وحزب العمال الكردستاني الذي يصفه بأصدقاء الثغور، كما وبنى علاقات أكثر حميمية مع أعداء تركيا من أمثال نظام بشار الأسد ونظام المالكي ونظام بوتين، وزادوا على منظومتهم المُبهرة بأن زينوها بعلاقات المحور الإيراني صحاب التوجه الطائفي في المنطقة.
يضيق الخناق بعض الشيء مع وجود منافسين من أمثال غورسال تاكين الذي سحب 54 صوت من الغلة التصويتية لكيليتشدار في مجلس الحزب، كما زادت التعليقات التي تقول بأن الحزب بات علويا أكثر منه جمهوريا مع وجود مرشحين علويين يحصلون على 52 و42 صوت في المجلس، لكنني لا أتفق مع هذه التعليقات؛ فكما يُعد حزب الشعوب الديمقراطي حزبا كرديا فإن الحزب الجمهوري يعد أيضا حزبا علويا؛ فكلا الحزبين ينتهج سياسيات تضر وتعادي بشكل واضح المصالح الاستراتيجية للأكراد والعلويين، فكيف يكون بهذا ممثلًا له؟ ويدعم هذه النظرية مقدار الأصوات التي حصل عليها إيرين أرديلم في مجلس الحزب بعد أن علق وقال: "سأختار الوقوف مع الجانب الإيراني لو حصلت حرب بينها وبين تركيا".
لقد كنت من المدافعين عن العلويين وحقوقهم منذ زمن بعيد، فهم أصحاب مظلمة تحتاج إلى عدالة وإصلاح حتى لا تستمر الأمور فيما هي عليه ويزداد الشرخ الطائفي المذهبي في البلاد، وحتى لا نقع في فخ الحرب الأهلية التي تتمناها كل من روسيا وإيران.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس