محمد حامد - خاص ترك برس

تناول المحلل الإسرائيلي بن كسبيت في مقال له سعي الحكومة الإسرائيلية إلى تعزيز التحالف مع الرئيس الروسي بأي ثمن من أجل مواجهة ما تسميه محور الشر، وأنها تفضل هذا التحالف على تطبيع العلاقات مع أنقرة، وهذا هوالسبب وراء تأجيل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التوقيع على اتفاق المصالحة مع تركيا الذي تم التوصل إليه منذ فترة طويلة، على حد قوله.

وكتب بن كاسبيت مقالًا تحت عنوان "بوتين أهم لإسرائيل من أردوغان"، قال فيه إن الاهتمام الإسرائيلي الأخير بروسيا بدأ بإلغاء الزيارة التي كان مقررا أن يقوم بها الرئيس الإسرائيلي رؤفين ريبلين إلى أستراليا في 17 من شهر آذار/ مارس الحالي، واتضح أن السبب وارء هذا الإلغاء المفاجئ للزيارة هو أن بوتين في هذه اللحظة أهم لمصالح إسرائيل الأمنية.

وأضاف بن كاسبيت أن المعضلة التي ظهرت هي أن الكرملين حدد موعدا لزيارة ريبلين في نفس موعد زيارته لأستراليا، فكان على ريبلين أن يختار. وهذه المعضلة لاحت فوقها مصالح استراتيجية وأمنية حساسة. وعلى ذلك أوضح نتنياهو لريبلين خلال لقائهما أنه لا يوجد خيار وأن زيارته لموسكو أهم بكثير.

ولفت المحلل الإسرائيلي إلى أن نتنياهو يبذل جهدا كبيرا لإقناع بوتين بضرر محور الشر الذي تقوده إيران، وركز في اتصالاته مع بوتين على صفقة بطاريات الصواريخ الروسية من إس 300 التي تعهد الروس ببيعها لإيران منذ سنوات ولكنها لم تصل طهران حتى الآن.

وتساءل المحلل الإسرائيلي عن السبب في عدم التوقيع حتى الآن على اتفاقية التسوية مع تركيا رغم التقارير التي تتحدث عن أن الاتفاق تم التوصل إليه منذ مدة طويلة. وأجاب بأن جميع المسؤولين الفاعلين في هذه القضية متفقون على أن سبب التأخير هو مكتب رئيس الحكومة نتنياهو، وأن التقديرات تشير إلى أن الرئيس الروسي بوتين لا يوافق على التقارب الإسرائيلي التركي بعد توتر علاقاته مع الأخيرة في أعقاب إسقاط المقاتلات التركية لطائرة إسرائيلية.

وأشار بن كاسبيت إلى أن إسرائيل تواجه معضلة ليست هينة، فمن ناحية هناك الحاجة لإنهاء الأزمة مع تركيا والعودة إلى لون من تطبيق العلاقات بين البلدين، ومن ناحية أخرى إقناع بوتين بأن ينفصل عن إيران وحزب الله.

وأضاف إن إسرائيل تفضل بوضوح الخيار الثاني، فبوتين في هذه المرحلة أهم بكثير من أردوغان الذي تراه تل أبيب قصة ضائعة، ولن يستأنف التحالف الإستراتيجي بين البلدين طالما بقي حزب أردوغان في السلطة، كما أن نتنياهو يرى أن أردوغان يرغب في التسوية مع إسرائيل من أجل الغاز الإسرائيلي، وبسبب مشكلاته مع روسيا.

وخلص المحلل الإسرائيلي إلى أن تل أبيب تعمل حاليا على تعزيز التحالف مع روسيا بأي ثمن، وأن المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل متفائلان بتعزيز هذا التحالف. وينقل بن كاسبيت في هذا الصدد تصريح مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى من أنه حتى لو توغلت طائرة روسية داخل إسرائيل، وحلقت فوق تل أبيب، فلن تعترضها إسرائيل. وهذا التصريح يؤكد التنسيق والتقارب الإسرائيلي من روسيا، والقرار الإستراتيجي الإسرائيلي بعدم الدخول في أي مناوشات مع روسيا، على حد قول بن كاسبيت.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!