سيفيل نوريفا – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
مع سقوط إيران في الامتحان السوري كدولة كبرى لا يجب أن نغفل عن الحقائق الكبرى ونحن ندير المسألة في رؤوسنا، فإيران وعلى طول السنين الماضية كانت تنفذ أجنداتها في الشرق الأوسط بشكل دائم وغير منقطع. وفي ظل هذه الرؤية تتفق إيران مع تركيا في بعض الأمور المتعلقة بالأزمة السورية كما تختلف في أمور أخرى كثيرة، ومن تلك الأمور التي اتفق عليها الأتراك والإيرانيون هو ضرورة الحفاظ على سوريا موحدة، لكن الرؤية الإيرانية في هذا الصدد تتمحور حول أجندات خاصة بها في الساحة السورية والعالمية، ففي سوريا تريد الإبقاء على الأسد في رأس السلطة والقضاء على المعارضة بغطاء محاربة الإرهاب وداعش، بينما تكمن أجنداتها الخارجية العالمية في كونها تريد أن تفرض نفسها كقوة إقليمية وعالمية بعد انتهاء هذه الأزمة.
أظهرت زيارة رئيس الجمهورية الأذربيجاني الأخيرة لإيران تحضيرات الأخير للمرحلة القادمة بعد إمضاء الاتفاقيات مع الأول، وتأتي هذه التحضيرات في إطار العلاقات الاقتصادية الاستراتيجية بين إيران وروسيا. في نفس الوقت يجب أن لا ننسى تلك الابتسامة التي تعلو إيران في أثناء مشاهدتها للصراع التركي الكردي في الشرق الأوسط.
بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة في إيران تم اختيار نائب كردي عن منطقة سولدوز الوقاعة جنوب أذربيجان، وعلى الرغم من أن أغلب أهل المنطقة هم من الأتراك إلا أننا لم نشاهد أي مظاهرات استفزازية أو ما شابهها من فعاليات معارضة لاختيار هذا النائب، ويشير هذا الفعل إلى معانٍ كثيرة وعميقة. في المقابل نرى فشل المساعي الإيرانية التي كانت تريد صدامًا تركيًا كرديًا في المنطقة ذات الأغلبية التركية بعد محاولتها الحثيثة لتغيير التركيبة السكانية في تلك المنطقة، ولعلها تريد أن تزرع الفتنة بين الأتراك والأكراد كما زرعتها من قبل ضد العرب وأهل السنة. في ضوء كل هذا تكون الصداقة التركية مع إيران مكسب لتلك المنطقة، لكن إيران فشلت في اختبار النوايا الحسنة بعد تعدياتها وتحرشاتها المذهبية الكثيرة.
في الوقت الذي تستمر فيه تركيا على طبعها الصادق والخلوق نرى إيران وهي مصرة على موقفها العدائي بأجنداتها في المنطقة في إطار ما تحمله من تناقضات بين السياسيات التركية الروسية الأمريكية في الساحة السورية بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام، لكن هذه الرؤية المنحرفة التي تعتمدها إيران لن تجعل منها نورا يضيء ظلمات المنطقة. بعد كل تلك الحقائق لا ينبغي أن ننسى أن للأتراك 35 مليون قريب يعيش في إيران، وعلى إيران أن تعي معنى هذه الحقيقة وهذا الرقم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس