ترك برس
رأى الكاتب والمحلل السياسي السعودي، جمال خاشقجي، أن "المملكة العربية السعودية استطاعت جمع تركيا ومصر في حفر الباطن (خلال مناورات رعد الشمال)، على الرغم من خلافاتهم السياسية، طوال الشهر الماضي"، مشيرًا إلى أنها قادرة على جمعهما مرة أخرى.
وقال خاشقجي في مقال له نشرته صحيفة الحياة، تحت عنوان "قرع طبول الحرب من أجل السلام"، إنه "ربما يطرأ ظرف يجمع تركيا ومصر وغيرهما بأسرع مما نتوقع"، مضيفًا أنه "لنتذكر أننا نعيش في الشرق الأوسط حيث تسقط دول وأخرى تريد الصعود مكانها أو على بعضها".
وأشار الخاشقجي إلى أن مناورات رعد الشمال كانت "مناسبة تعارف بين جيوش إسلامية مختلفة، ذات عقائد عسكرية متعددة، لم يتسنَّ لبعضها التلاقي إلا في هذا الظرف، وهذا بحد ذاته إنجاز عظيم، وقد يكون نواة لـ "ناتو" إسلامي، ولكن من الخطأ التعجل والقول إن هذا التحالف قد حصل. ثمة الكثير الذي ينبغي فعله قبل ذلك".
وأوضح قائلًا: "استعجل البعض فجعل من هذه القوات تحالفاً إسلامياً يستعد للتدخل في سورية، وذهب آخر إلى أنها نواة لجيش إسلامي دائم، وثالث ربط بينها وبين التحالف العربي في اليمن، ولكنها ووفق بيان صدر عن قائد المناورة الفريق عبدالرحمن البنيان، وهو أيضاً رئيس الأركان السعودي، تهدف إلى “التدريب على التعايش ومحاكاة جميع الظروف المشابهة للحرب الفعلية، وتحقيق مبدأ القيادة والسيطرة للدول المشاركة في التمرين، والعمل تحت قيادة موحدة مشتركة، وتخطيط وتنفيذ وتقييم العمليات العسكرية في الحروب النظامية وغير النظامية".
ولفت إلى أنه "يمكننا الآن ومن حفر الباطن، ومن بين دخان المدافع وهدير الدبابات، التفاؤل بأن ثمة ضوء سلام في نهاية النفق الطويل".
وانطلقت في 27 فبراير/ شباط الماضي، في المنطقة الشمالية من السعودية، فعاليات تمرين "رعد الشمال"، الذي يعد واحداً من أكبر التمارين العسكرية في العالم، بمشاركة قوات من 20 دولة، بينها القوات المسلحة التركية.
وبحسب تقرير لوكالة الأنباء السعودية "واس" بهذا الشأن، فإن فعاليات تمرين "رعد الشمال" بدأت بمشاركة قوات تمثل دول كل من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والأردن، والبحرين، والسنغال، والسودان، والكويت والمالديف، والمغرب، وباكستان، وتشاد، وتركيا، وتونس، وجزر القمر، وجيبوتي، وسلطنة عمان، وقطر، وماليزيا، ومصر، وموريتانيا، إضافة إلى قوات درع الجزيرة.
ويعد تمرين "رعد الشمال" واحداً من أكبر التمارين العسكرية في العالم، من حيث عدد القوات المشاركة واتساع منطقة المناورات وهو ما يجعل هذا التمرين يحظى بالاهتمام على المستوى الاقليمي والدولي.
ويركز تمرين رعد الشمال على تدريب القوات على كيفية التعامل مع القوات الغير نظامية، والجماعات الإرهابية، وفي نفس الوقت يدرب القوات على التحول من نمط العمليات التقليدية إلى ما يسمى بالعمليات منخفضة الشدة، كما يركز التمرين على تدريب القوات على العمل على عدة انساق متباعدة الزمان والمكان.
ويأتي هذا التمرين في ظل تنامي التهديدات الإرهابية وما تشهده المنطقة من عدم استقرار سياسي وأمني، ويعكس رغبة الدول المشاركة في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!