ترك برس
لم يمضِ وقت طويل على محاولة أنقرة تضميد جراحها الناتجة عن الانفجار الإرهابي الذي أصابها في 17 من شباط/ فبراير للعام الجاري، وأسفر عن 28 قتيل و61 جريح، حتى أمست، البارحة، 13 آذار/ مارس 2016، على وقع مصاب جديد حال دون التئام ذلك الجرح، أعادها إلى رحى الآلام والأوجاع من جديد.
هذا وقد أصدرت الحكومة التركية، في 28 شباط/ فبراير، أي عقب استهداف المقار العسكرية من قبل "حركة نسور كردستان الحرة" الإرهابية، عددًا من التعليمات التي تهدف إلى استتباب الأمن في أنقرة، والقضاء على احتمال حدوث عملية إرهابية، ومن أهم هذه التعليمات حسب وزارة الداخلية التركية:
ـ وضع أجهزة التعرف على الوجه في الأماكن المزدحمة لتحديد وجوه المشتبه بهم والعمل على إيقافهم.
ـ وضع كلاب بوليسية ماهرة معتادة على متابعة القنابل وما يعادلها.
ـ رفع عدد أفراد الأجهزة الأمنية في المناطق المركزية.
ـ تشديد الرقابة على السيارات الوافدة من خارج المدن المركزية.
ـ تشديد الرقابة على المناطق الريفية ومناطق العمل وملاحقة أي مشتبه في ضلوعه بالتخطيط لأي تفجير إرهابي.
وعلى الرغم من بدء قوات الأمن بفرض طوق أمني شديد على المناطق المركزية، إلا أنها لم تُنهِ تأمين الجبهة الداخلية وتطبيق الإجراءات المعنية بشكل كامل، وهذا ما تولد عنه حدوث انفجار إرهابي جديد.
وقد نقلت صحيفة "خبرترك"، عن سائق إحدى الحافلات التي كانت موجودة في مكان الحادث "نجاتي يلماز" الذي كتبت له النجاة أن الانفجار كان فجائيًا وشديدًا جدًا، موضحًا أن شدة الانفجار نتج عنها تطاير الكثير من الركاب، بما فيهم هو نفسه، إلى خارج الحافلة لمسافة عالية نوعًا ما.
وأكمل السائق أنه كان ينتظر انتهاء الركاب من ركوب الحافلة، للانطلاق بهم نحو بيوتهم، وفجأة لفت انتباهه وجود سيارة حديثة مرّفهة اقتربت كثيرًا من الحافلة، وعندما وصلت إليها أبطأت سرعتها، وفجأة تناثرت شظاياها محدثةً "مجزرة" بحق المدنيين العزل الذين كانوا يحاولون العودة إلى منازلهم.
وقد أكّد السائق أنه تمكن من رؤية الإرهابيين، منوّهًا إلى أنهم كانوا رجلا وامرأة يركبان سيارة حديثة، اقتربا من الحافلة وفجرا السيارة بشكل مفاجئ، "دون رأفة بنا وبعوائلنا الذين كانوا بانتظار رجوعنا آمنين إلى البيت".
وأوضح يلماز أن الهدف لم يكن حافلة واحدة بل كان عدة حافلات، حيث حدث الانفجار بالقرب من عددِ كبير من مواقف الحافلات، مشيرًا إلى أن الانفجار وقع في ساعة حرجة، حيث أن يوم الأحد هو عطلة نهاية الأسبوع التي يخرج فيها الكثير من المواطنين الأتراك للترفيه عن أنفسهم، وعندما خيم المساء بدؤوا بالتوافد إلى ميدان كيزيلاي الرئيسي الذي تتقاطع عنده خطوط المواصلات، والذي لا بد من المرور منه للعودة إلى المنزل، وحدث الانفجار في وقت عادة ما يتجمع به العشرات من المواطنين العائدين إلى بيوتهم.
ونقلت الصحيفة عن سائق آخر لإحدى الحافلات المتواجدة بالقرب من الانفجار، يدعى "دوغان عاشق"، قوله إن اختبار طلاب الثانوية العامة للالتحاق بالجامعة كان يوم الأحد، ولذلك تجمع عدد كبير من الطلاب وعوائلهم في ميدان كيزيلاي للترفيه عن أنفسهم وتخفيف الضغط النفسي الناتج عن الاختبار، واصفًا الانفجار بأنه "أشبه ما يكون بشعلة من اللهب البركاني، انتفضت من قعر الأرض، فحولت فرحة الجميع بعطلة الأسبوع، إلى مأساة قاسية".
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة "يني شفق" إلى أن الحكومة التركية عيّنت 12 مدّعٍ عام للتحقيق في تداعيات الانفجار، ووضعت خطة أمنية مشددة لضمان الأمن والأمان لأنقرة، والقضاء على أي احتمال لحدوث مثل هذه الهجمات في المستقبل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!