محمد حامد - خاص ترك برس
"تفجيرات قوم عند قوم فوائد" فقد استغلت النخب الحاكمة في إسرائيل، وأذرعها الإعلامية، حالة الهلع والخوف التي أصابت الأوربيين بعد الهجومين الإرهابيين في إسطنبول وبروكسل في تجميل صورة إسرائيل، والربط بين الإرهاب الذي ضرب أوروبا والمقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي، واتخذ بعضهم هذه الهجمات منطلقا للهجوم على الإسلام، ودعا بعضها الدول الأوروبية إلى الاستفادة من التجربة الإسرائيلية في محاربة الإرهاب، وتقييد الحريات العامة.
فبعد ساعات من هجمات بروكسل تحدث رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام مؤتمر اللوبي اليهودي المؤيد لإسرائيل" أيباك" في الولايات المتحدة، وقال إن هناك علاقة بين الإرهاب في باريس وبروكسل وإسطنبول وبين الإرهاب في إسرائيل. الإرهابيون لا يرغبون سوى في القضاء علينا لكن هذا لن يحدث.
ووصف وزير الدفاع ،موشيه يعالون، هجمات بروكسل بأنها حرب عالمية ثالثة ضد "مبادئنا المشتركة" داعيا إلى التعاون الاستخباراتي بين الدول الغربية من أجل الحرب على الإرهاب.
وقال يعالون إن الحضارة الغربية تتعرض خلال السنوات الأخيرة إلى هجوم "الإرهاب الإسلامي المتطرف العشوائي الذي يستهدف عرقلة حياة مواطني العالم الحر، والهجمات التي وقعت صباح اليوم في بروكسل هي مثال على ذلك".
وأضاف إن إسرائيل تشارك المعلومات الاستخباراتية وخبراتها مع الدول الغربية من أجل مواجهة الإرهاب.
من جانبه اتهم وزير الاتصالات وشؤون الاستخبارات يسرائيل كاتس في حديث للإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم، أوروبا والولايات المتحدة بالفشل في مواجهة الإرهابيين الإسلاميين لأنها غير مستعدة لوصف الحرب بأنها حرب ضد الإرهاب الإسلامي. وزعم كاتس أن إسرائيل تعرف كيف تدير جيدا الحرب ضد الإرهاب حين حددته بأنه إرهاب إسلامي.
ونصح كاتس البلجيكيين بتقييد الحريات الفردية والقيم الليبرالية، وتعزيز قيم الأمن قائلا "إذا واصل البلجيكيون أكل الشوكولاتة والاستمتاع بالحياة، فلن يتمكنوا من محاربة الإرهاب".
وفي الاتجاه نفسه دعا وزير الإسكان يوآف جالانت إلى تقييد الحريات الفردية في أوروبا من أجل تحقيق التوازن مع الأمن. وقال في مقابلة مع موقع والا الإخباري إن إسرائيل نجحت في إيجاد الخط الرقيق بين الأمن والقيم الديمقراطية.
وحث جالانت الحكومات الأوربية على تضييق حركة الدخول إليها من تركيا، وقال إن إحدى مشكلات أوروبا الرئيسة هي جسورها المفتوحة مع العالم، حيث بإمكان أي إرهابي أن يدخل إلى الأراضي التركية، وبعد رحلة لبضعة أيام يمكن أن نجده في إسبانيا.
وعلى الصعيد الإعلامي اتهم المستشرق الإسرائيلي رؤوفين باركو في مقال بصحيفة يسرائيل هايوم باتخاذ موقف متخاذل تجاه، ما أسماه، التهديد القرآني الذي يحث المسلمين على الاستعداد للعدو.
وقال باركو في مقاله إن الحكومات الغربية تخشى اتخاذ إجراءات ضد الإرهابيين الإسلاميين في أراضيها من مطارادات واعتقالات وتصفية بحجة القوانين البالية وحريات الفرد، وبدلا من مطاردة واعتقال محرضي المساجد، وإيقاف صفحات التواصل الاجتماعية، ووقف الإرهابيين من موجات الهجرة، قللت الحكومات من ميزانية قوى الأمن وحدت من حركتها.
وتابع باركو، وعلى غرار البلجيكيين، فإن الفرنسيين الذين يضمدون جراحهم من هجمات باريس، وبعد أن تجاهلوا المنظمات "الإرهابية" الفلسطينية، عادوا وسمحوا للإرهاب الإسلامي في النمو في ضواحي المدن. واتضح أنه رغم التملق الغربي للإرهاب، الذي كان غالبا على حساب إسرائيل، فإن أوروبا تحولت إلى هدف واضح لهذا الإرهاب.
وفي صحيفة معاريف رأى المحلل السياسي بن كاسبيت أن التجربة الأوربية في معرفة الإرهاب حديثة نسبيا مقارنة بالإسرائيليين الذين اعتادوا على الإرهاب، وتعلموا كيفية مواجهته والحياة معه.
وأضاف إن الأوربيين سيضطرون إلى إيجاد توازن جديد بين حرية الفرد وحقوق الإنسان والحرية المطلقة وبين حق الحياة وقدسيتها، وسيدركون في وقت ما أنه لا توجد علاقة بين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وبين الإرهاب الإسلامي، وأن القضية الفلسطينية ليست المشكلة الرئيسة لدى المسلمين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!