ترك برس
اعتبر مراقبون ومحللون سياسيون، أن ثورات الربيع العربي كانت سببا في زعزعة العلاقات الوثيقة والتاريخية بين تركيا والأردن، ورسم خطوط جديدة، مشيرين أنه "كان لملف الجماعات الإسلامية، وخاصة الإخوان المسلمين، الأثر الأهم في شكل العلاقات الدولية.
ونقلت "الجزيرة نت"، عن مصادر سياسية في العاصمة الأردنية عمّان قولها، إن "تعاطي أنقرة مع ملفات أساسية في المنطقة ودعمها جماعة الإخوان المسلمين، أثر بشكل واضح على علاقتها بعمّان التي وثقت من تحالفها التقليدي مع الإمارات ومصر".
وكان مراقبون قد وصفوا العلاقات الأردنية التركية بالوثيقة تاريخيا، غير أن الربيع العربي ساهم - وفقا لمتابعين - في زعزعة تلك العلاقات ورسمَ خطوطا جديدة لها.
وفي هذا السياق، قال أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني، في تصريح للجزيرة نت، "إن بوادر اختلاف وجهات النظر بين عمّان وأنقرة باتت تظهر جليا بعد ثورات الربيع العربي، إذ كان لملف الجماعات الإسلامية -وخاصة ملف الإخوان المسلمين- الأثر الأهم في شكل العلاقات الدولية".
وأشار المومني إلى "أن تركيا من الدول الداعمة لملف الإخوان المسلمين في المنطقة وخاصة في سوريا ومصر، وبالمحصلة فإن عمّان غير مرتاحة لهذا الدور"، مضيفًا أن "أن الانفتاح التركي الأخير على دول المنطقة يأتي في سياق محاولة تكيفها من جديد مع الوضع الإقليمي السياسي الذي يهدف إلى احتواء النتائج السلبية لعلاقتها المتراجعة مع روسيا".
ورأى النائب السابق في البرلمان الأردني ممدوح العبادي أن العلاقات التركية الأردنية تأثرت بشكل كبير عقب ثورات الربيع العربي، وقال "إن العلاقة التاريخية بين البلدين ظلت تمزج بين السياسي والشخصي لفترات طويلة، إذ إن علاقات مميزة كانت تجمع ملك الأردن بالرئيس التركي رجب الطيب أردوغان الذي كان قد وجه دعوة للملك عبد الله الثاني لحضور عقد قران ابنته".
وأردف العبادي قائلًا: "إلا أن شعور أنقرة خلال سنوات الربيع العربي بأنها الأب الروحي الذي يستطيع تغيير الأنظمة في المنطقة العربية استنادا لعلاقتها مع الجماعات الإسلامية، أدى إلى تراجع العلاقات بين عمّان وأنقرة، بالإضافة إلى الموقف الذي مارسه الأتراك في سوريا من ناحية عسكرة الثورة في بداياتها، ولاحقا اتهامها بتمويل الجماعات المقاتلة هناك وتسليحها، وهو ما يعارض الموقف الرسمي الأردني الملتزم بالحل السياسي لإنهاء الصراع في سوريا، مما باعد وجهات النظر بين البلدين".
وكانت العاصمة الأردنية وجهة لرئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لبحث حلحلة الأزمة السورية وتقريب وجهات النظر بين عمّان وأنقرة، في زيارة سياسية واقتصادية جاءت غداة نشر اتهامات أردنية لتركيا بتصدير الإرهاب إلى أوروبا.
وبدأت زيارة المسؤول التركي فجر الأحد إلى عمّان بعد يوم واحد من تصريحات نسبتها صحيفة غارديان البريطانية إلى ملك الأردن عبد الله الثاني، اتهم فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه يتبنى "الإسلام الراديكالي" كحل لمشاكل المنطقة.
غير أن الحكومة الأردنية قللت من أهمية التصريحات المنسوبة للملك عبد الله، وقالت إنها "تفتقر إلى أدنى درجات المهنية"، وعلى العكس رحب الناطق باسم الحكومة وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال محمد المومني بالزيارة، وقال إنها تستند إلى "علاقات تاريخية وقواسم مشتركة بين البلدين".
وقال أوغلو في تصريحات عقب لقاء جمعه مع نظيره الأردني عبد الله النسور، إن تحقيق الاستقرار في سوريا بات ذا أهمية كبيرة لكل الأطراف، وطالب بضرورة التعاون المشترك لإنهاء الصراع فيها.
وحذر أوغلو من أن خطر الجماعات الإرهابية -كتنظيم الدولة في العراق وسوريا- بات يزعزع أمن دول المنطقة كافة واستقرارها، آملا أن يصل اتفاق جنيف إلى تسوية تنهي الحرب.
وكان أوغلو قد وصل عمّان في زيارة تستغرق يومين التقى خلالها بالملك عبد الله الثاني وكبار المسؤولين، وتم فيها بحث ملفات أمنية وسياسية ذات صلة بالملف السوري والحرب على الإرهاب.
وفي الشأن الاقتصادي، وقع الجانبان اتفاقيات تعاون في مجال العمل والضمان الاجتماعي، وأخرى في مجال التعاون في الملاحة الجوية، كما وُقعت اتفاقيات أخرى في مجال حماية الغابات وتشجيع الاستثمارات المتبادلة، ومشروع ترميم الخط الحديدي الحجازي، ومذكرات أخرى في مجال النقل الجوي والأرصاد الجوية.
وتأتي زيارة أوغلو بعد أسبوعين من تأجيلها بسبب التفجير الذي تعرضت له مدينة إسطنبول في 18 مارس/آذار الجاري، وخلفت عددا من القتلى والجرحى.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!