محمد بارلاص – صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

ماذا ستفعل إذا هبت عاصفة في أثناء قيادتك دفة السفينة؟ هكذا سأل رئيس هيئة امتحانية فتى مرشحا ليصبح قبطاناً عند دخوله الامتحان الشفوي الأخير في المدرسة البحرية، فأجاب مباشرة "ألقي المرساة يا سيدي". وعند سؤال رئيس الهيئة "ماذا ستفعل إذا هبت عاصفة أخرى" قال الشاب "ألقي مرساة أخرى". ولكن عندما كرر رئيس الهيئة السؤال مرة أخرى غضب القبطان المرشح وقال "هل من الضروري أن تستهدف جميع العواصف في البحار سفينتي"؟.

تجربة عاطفية

لنفترض حالياً أنكم حللتم محل الرئيس أردوغان، ووصلتم إلى السلطة مع تعهد بتحقيق الرفاهية لبلدكم وشعبكم، ونقلكم البلد التي توليتم إدارته كرئيس وزراء في السابق ورئيس جمهورية لاحقاً، إلى مستوى متقدم جداً خلال فترة تسلمكم السلطة، وتجديد البنية التحتية والفوقية لبلادكم.

خطوات مهمة

بالإضافة إلى قيامكم بجهود لتحقيق التوافق اللازم بعد تقديمكم طلبا من أجل عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي، ووضع حد لإغلاق الأحزاب كإغلاق صنبورٍ مع تعديل الدستور، وتقبل الواقع الكردي الذي تجاهلته معايير مؤسس الجمهورية كواقع اجتماعي وسياسي للدولة عن طريق "عملية الانفتاح"، ونجاحكم في الانتخابات جميعها التي خضتموها...

وتجاوزكم محاولات الانقلاب على اختلاف أنواعها، ومؤامرات العودة إلى إغلاق الأحزاب، والبيانات الإلكترونية، من خلال ثقتكم واعتمادكم على الشعب.

أي منهم ستواجه؟

أليس من المفترض أن تكون سفينتكم في بحر هادئ نتيجة انتقالكم إلى موانئ حديثة؟

بالطبع لا ...ذلك لوجود العديد من العواصف…

هل ستواجهون هذا الشيء المدعو بـ"العقل الكبير" في الخارج وتوابعه في الداخل، أم موجات الإرهاب العالمية المنعكسة علينا، أم العصابة التي تعرف نفسها كجماعة دينية؟ وكذلك انعكاس الأزمة السورية علينا على شكل إرهاب، وموضوع اللاجئين، والمأساة العراقية، وداعش، وروسيا، والمحافظين الأمريكيين الجدد، والفئات التي تمزج ما بين المعارضة والإهانة، والمعارضة الرئيسة التي تفضل توجيه الشتائم بدلاً من تقديم مشروع اجتماعي؟

عواصف كثيرة

من ناحية ستبحثون عن الإجابة عن تساؤلات حول انتهاء المطار الجديد في الوقت المحدد له أو موعد دخول الجسر الثالث الخدمة، ومن الناحية الأخرى ستتعاملون مع بؤر لا حصر لها تستهدف نظام وأمن ووحدة بلدكم.

نعم... هل من الضروري أن تستهدف جميع العواصف السفينة التركية؟

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي