علي نور كوتلو – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس

لقد أفلست سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى في منطقة الشرق الأوسط مع العلم أن إطلاق كلمة إفلاس على سياسة لم تكلل بالنجاح أبدا ربما تكون خاطئة.

لقد ساهمت سياسات الولايات المتحدة وإنكلترا المبنية على أساس الفوضى، في جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة لا يطاق العيش فيها. سلّم الغرب قيادة المنطقة للدكتاتوريين، وخلقوا جماعات متطرفة. كما زرعوا بين شعوب المنطقة الفتنة الطائفية. وها نحن اليوم نذوق مرارة السياسات التي مارسوها في منطقتنا. حيث أننا لا يمكن أن ننتظر من الذين نظروا إلى منطقة الشرق الأوسط عبر فوهة البندقية غير هذا الوضع المؤلم المسيطر على هذه المنطقة.

إن كل منطقة في العالم تتعرض للاعتداء الأمريكي، تجد وقد نشأت فيها جماعة إرهابية. ففي أفغانستان، قامت الولايات المتحدة بدعم جماعة طالبان. وبعد احتلالها لأفغانستان قامت بمحاربة طالبان. فكان من نتيجة ذلك أن تم تدمير البلاد وظهور تنظيم القاعدة الإرهابية.

لقد حولت الولايات المتحدة كلا من العراق وأفغانستان إلى مستنقع لا يمكن الخروج منه وذلك بحجة مكافحة تنظيم القاعدة. كما أفلجت باكستان عبر غاراتها الجوية. ما أدى إلى نشوء تنظيم الشباب بقيادة مختار أبو زبير. ولم تسلم السودان والصومال من شر الأمريكان حيث حوّلت الولايات المتحدة هاتين الدولتين إلى مستنقع من الدم.

تحولت أفغانستان بفعل السياسات الأمريكية إلى جهنم. كما تحولت دولة العراق الموحدة إلى دولة طائفية. وعمت الفوضى أرجاء الباكستان بشكل عام. فكان من نتيجة ذلك نشوء الألاف من الميليشيات التي تنادي بالتطرف وتسعى للانتقام.

إن الجيل الجديد الذي نشأ وترعرع في ظل الحروب والنزعات، بدأ يتلقى تعاليمه من مصادر متشددة ومتطرفة. ولهذا فقد بدأت صفة المقاتلين تغلب على الشباب الذين يعيشون في المنطقة التي تمتد من المغرب إلى باكستان.

ارتكبت الولايات المتحدة وحلفاؤها أكبر الأخطاء في سوريا والعراق. فقد تركوا هاتين الدولتين تتلاطم في أمواج الايرانيين على مر سنين طويلة. وكان من نتيجة ذلك أن قام بشار الأسد وبدعم من الميليشيات الشيعية القادمة من إيران بقتل الآلاف وتشريد الملايين من البشر. وكذلك العراق. فقد استعمل المالكي الذي حظي بدعم الإيرانيين والأمريكيين باستعمال المطرقة المذهبية. حيث قاد البلاد إلى حافة الانقسام. وفي المحصلة فقد ظهرت في كلتا الدولتين حركة مقاومة سنية. وكان ظهور تنظيم داعش وليد هذه الظروف. إلا أن تنظيم الدولة أصبح ألعوبة بيد الاستخبارات العالمية فيما بعد.

إن نزوح المئات من شباب الدول التي تعرضت للاعتداء الأمريكي بدافع الانتقام والقتال إلى سوريا والعراق، ما هو إلا نتيجة للسياسات المفلسة للولايات المتحدة وحلفائها. فقد بلغ عدد اللاجئين في الشرق الأوسط الملايين وتجاوز عدد القتلى الآلاف.

عادت الولايات المتحدة والدول الغربية من جديد للنظر إلى الشرق الأوسط عبر فوهات البندقية، من خلال شنها هجمات عسكرية على سوريا والعراق. إن هذه السياسة ستكلل بالخسران عاجلا أم آجلا. فالضربات الجوية لن تكون كافية للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية. ولا بد من التحرك البري لكي تكلل هذه الحملة بالنجاح.

يا ترى من سيقوم بهذه الحملة البرية؟ ومن سيتحمل نتائجها؟

إن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية تتبع سياسات خاطئة منذ البداية في منطقة الشرق الأوسط. حيث أن تنظيمات مثل داعش والقاعدة و بوكو حرام والشباب وتنظيم خراسان الذي ظهر مؤخرا، ما هي إلا نتيجة لسياسات الدول الغربية الخاطئة في هذه المنطقة.

لقد أصبحت السياسات الغربية البالية غير صالحة لإدارة منطقة الشرق الأوسط. علينا أن نجد سياسات جديدة تهدف إلى رفع مستوى المعيشة للمواطنين في هذه المنطقة. كما يجب علينا أن نقوم بوضع السياسات الطويلة الأمد حيز التنفيذ. علينا أن نطبق سياسات ناجحة ترغم الدول الغربية على تقبلها.

لقد أفلست سياسة الرصاص في الشرق الأوسط. فعلى تركيا أن تدافع بشدة عن تطلعاتها وسياساتها المستقبلية بعد اليوم، لأن تركيا تعتبر الأخ الأكبر والزعيم لهذه المنطقة.

عن الكاتب

علي نور كوتلو

كاتب في صحيفة يني شفق