ترك برس
تعود بدايات تأسيس سجن أولوجان في أنقرة إلى السنوات الأولى من تأسيس الجمهورية، حيث تم إنشاؤه عام 1925 وظل يُستخدم كسجن حتى عام 2006، وحسب عدد من المؤرخين الأتراك يُعد شاهدًا على ظلم المظلومين أكثر من ضبط المجرمين.
أنشئ السجن بناء على اقتراح من المهندس الألماني "كارل كريستوف لورتشار" الذي كان يعد خططا لإعمار أنقرة على الطراز الحديث، وقد وافقت وزارة الداخلية التركية على إنشائه وأطلقت عليه اسم "السجن العمومي".
وقد أوردت مجلة التاريخ العميق التركية (Derin Tarih) في موضوع لها حول السجن بعنوان "كيف تحول سجن أولوجان إلى متحف"، أن الألماني لورتشار اقترح تأسيس سجن أولوجان في ناحية "ألتين داغ" بالتحديد لكونها تحتوي مساحات زراعية يمكن أن توفر فرص عمل للمساجين، وأن العمل سيكون فرصة لإعادة تأهيلهم أنفسهم كعناصر عاملة ونافعة في المجتمع.
لم يتحقق هدف لوتشار، فقد تحول السجن إلى معلم للظلم ووصمة سوداء على وجوه من حكم الجمهورية التركية في عهدها الأول. سُجن الكثير من المظلومين داخل سجن أولوجان وتم تعذيبهم والتنكيل بهم، ولم تتم إعادة تأهيلهم أو تشغيلهم كما كان مخططا.
كان أول اسم للسجن "جيبيجي توفيقخانه"، وبعد عام على تأسيسه تحول لسجن تتم فيه الإعدامات المتكررة. يتذكر الأتراك السجن على أنه المكان القاسي الذي أعدم فيه الكثير إبان كل انقلاب، وانتظر على بوابته الكثير من الأباء والأمهات على أمل أن تسمح إدارة السجن لهم بلقاء أبنائهم ولو كنظرة وداع.
على الرغم من اختلاف أفكار وأقوال وكتابات المساجين إلا أن معارضتهم لنهج الحكومات أو قادة الانقلابات كانت تجمعهم في ذلك المكان. فقد سُجن فيه شعراء وكتاب ومفكرون مثل نجيب فاضل كيصاكوريك، وناظم حكمت، وأحمد عارف، وحسن حسين كورمازجيل، وسياسيون مثل رئيس الوزراء الأسبق بولنت أجاويد وقائد التحرك الإسلامي في تركيا محسن يازيجي أوغلو وقائد التحرك اليساري دينيز غيزميش.
عمدت حكومة حزب العدالة والتنمية في عام 2006 إلى تحويل سجن أولوجان إلى متحف تاريخي يصور حياة السجناء ونشاطاتهم التي كانوا يقومون ليتحول إلى معلم للأمل والتفاؤل اللذين يوحيان بأن الظلم زائل لا محالة.
تشير مجلة التاريخ العميق إلى أن الحكومة التركية لا تسعى لطمس السجن من ذاكرة الأتراك الذين اكتووا بناره، بقدر ما تهدف لتذكير الزوار بضرورة استخراج الدروس المتعلقة بضرورة الصبر والمكافحة للوصول إلى الحرية والديمقراطية، مصورةً بذلك المراحل المريرة التي مرت بها تركيا بين ظلم الحكم الدكتاتوري في فترة حكم الحزب الواحد وبين الانقلابات القاسية التي تكررت بين الحين والآخر، حتى وصلت إلى عهد الديمقراطية والحريات والتقدم الاقتصادي والاجتماعي.
وقد استخدمت وزارة الثقافة فن المجسمات لمحاكة حياة السجن بشكل أقرب ما يكون إلى الواقع.
مواعيد الزيارة
يفتح متحف السجن أبوابه للزوار منذ يوم الثلاثاء وحتى يوم الأحد، منذ العاشرة صباحًا حتى الخامسة مساءً. وأجرة دخوله 5 ليرات، وللطالب ليرتان ولمن هم في سن 65 فما فوق فالدخول مجاني.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!