ترك برس
حكمت الدولة السلجوقية مساحات جغرافية واسعة مما كان يعرف بالديار الإسلامية منذ عام 985 وحتى عام 1157. وتميز المقاتلون السلاجقة بطراز معين من الأسلحة التي لا زالت تُخصص صالات ومعارض لعرضها في أراضي الدولة السلجوقية سابقا.
وقد تناولت الصحفية "عائشة نور أردوغان" في تقرير لها أحد أهم المعارض التي خُصصت لعرض الأسلحة السلجوقية، ألا وهو معرض هسارات في إسطنبول، والذي قام بتمويله وإدارته رجل الأعمال التركي "نجات جوهادار أوغلو".
ونقلت عائشة نور تفاصيل لقائها مع رجل الأعمال المؤسس في مجلة "دارين تاريخ" (التاريخ العميق) الأكاديمية كما سنتناول فيما يلي.
ـ عائشة نور: "كيف قررتم إنشاء مثل هذا المعرض؟".
ـ جوهادار أوغلو "هو ليس معرضا، بل متحفا بالمعنى الأصح. راودتني فكرة تأسيسه قبل 48 عام، أي أن فكرته ليست وليدة اللحظة. في بادئ الأمر تعلمت من أبي وأمي فن النحت، وأصبحت بارعا في هذا المجال، وصار بإمكاني نحت أي حي أو جماد. تخرجت من الثانوية العامة بنجاح، وذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال تعليمي الجامعي، وعقب عودتي من أمريكا عدت إلى ممارسة هوايتي في النحت، ومع تبحري في التاريخ السلجوقي والعثماني القديم، بدأ في ذهني خيال عكس هذا التاريخ الأصيل والموروث إلى مجسمات نحتية مرفقة بملاحظات تعريفية قصيرة، ورأيت أن ذلك سيكون رائعًا، وسيجذب الكثير من المواطنين الأتراك وغير الأتراك للتعرف على التاريخ السلجوقي بشكل خاص. عملت على ذلك كثيرًا، وفي بداية الأمر كان من الصعب علي رسم الخوذة وبعض الأسلحة السلجوقية القديمة والغريبة نوعًا ما، وكما أني كنت في بداية حياتي ولم أكن أملك القدرة المالية لتأسيس مثل هذه الصروح الضخمة، لذا أبقيت على فكرتي، وتدربت على إتقان نحت الأسلحة".
ـ عائشة نور: "ماذا يعني فن الديوراما؟".
ـ جوهادار أوغلو: "الديوراما هي فن نحت يجسد الأحداث التاريخية والحيوانات والنباتات على شكل مجسمات تحاكي الواقع، وهذا ما اعتمدت عليه بشكل أساسي في إنجاز متحف هسارت، حيث حاولت عرض الأسلحة من خلال مجسمات تعكس الأحداث إلى الناظر إليها بشكل أقرب ما يكون للواقع".
ـ عائشة نور: "ما الهدف الأساسي من افتتاح المتحف؟".
ـ جوهادار أوغلو: "كما أسلفت؛ هدفي الأساسي من ذلك هو نقل التاريخ للشاب التركي والشاب المسلم بشكل جميل يجذبهم ويدفعهم إلى الفضول لمتابعته والتعرف عليه ويفتخروا بتاريخهم، ويعوا مدى قوة وعزة أجدادهم بشكلها الحقيقي، ليتحرروا من الدعايات الغربية التي تحاول إظهار الحضارات الإسلامية على أنها حضارات غوغائية، إن صح التعبير، وهذه دعايات مغرضة بالطبع، لأن حضاراتنا الإسلامية أرحم ما تكون بالإنسان، وكانت متقدمة ومتطورة، وهذا ما أوضحته في المتحف، حيث رسمت مجسمات الأسلحة السلجوقية، ولكني أشرت في مدخل المتحف إلى أن هذه الأسلحة لم تُستخدم سوى ضد العدو المتعجرف، أما المرأة والطفل والجريح والملهوف فهو مُحرم عليها، لأعكس مدى الرحمة الحقيقية التي كانت تتمتع بها حضاراتنا الإسلامية القديمة".
ـ عائشة نور: "لماذا أطلقتم عليه اسم هسارت بالتحديد؟".
ـ جوهادار أوغلو: "هسارت هي كلمة إنجليزية تعني "فنه" واخترت هذا الاسم بالتحديد لأظهر للعالم أجمع الرونق المدني الجميل الذي تمتعت به الحضارة السلجوقية سليلة الحضارات إسلامية أخرى، وأتمنى للجميع أن يزور المتحف في إسطنبول للتعرف على ما نعرضه".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!