ترك برس
قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي، مهنا الحبيل، مدير مكتب دراسات الشرق الإسلامي بإسطنبول، إن ردود الفعل في الرياض وأنقرة على محرقة حلب، لا تقبل منهما بهذا المستوى، مشيرًا أن "المطلوب تعاون الدولتين لتحقيق توازن جديد ينطلق به المخرج الجديد لسوريا".
ورأى الحبيل في مقال له بعنوان "محاولة لوقف إرهاب الأسد"، نشرته الجزيرة نت، أن "أسوء من الإحباط ذاته، أن يكتفي المحلل السياسي بمنافسة الرأي العام العاجز، ولو أذرفت كل دموع الشرق وحسرة قلبه، لما أعطت سوريا حق مشاعر تذبح عند نصب حريتها".
وأشار الحبيل إلى أن الأهم الآن هو طرح أفكار عملية، منها ما هو وقتي ومنها ما هو إستراتيجي مرحلي نوجزها كأفكار في الآتي:
- إن اجتماع الثلاثي السعودي والتركي والقطري العاجل، يمكن أن يتداول خطة ضغط دبلوماسي على الغرب والروس، لوقف جرائم حلب وغيرها، واستخدام شبكة مصالح وعلاقات لتحقيق هذا الضغط.
- كما أن الجيش التركي سبق أن تدخل في عمليات محدودة لأمنه القومي في حلب، وليس المطلوب دفعه للتورط مع الروس، لكن إسناد الرياض له في عمليات لوجستية نوعية ستعطي ثمرة عاجلة.
- ويترافق ذلك مع تسريب ضروري للغاية لدفعة من مضادات الطائرات لصالح الجيش السوري الحر، وعندها سيتغير ميزان الحرب، ولو مرحليا.
- العمل على ترحيل المدنيين من شعب الثورة لأكثر المناطق أمانا، وانتزاع غطاء غربي ملزم وممكن، وقد ناديت بذلك من أربع سنوات، وأثبت كيف يُستنزف هذا الشريان البشري في زحف العدو.
وأوضح أن "هذا على الصعيد المرحلي العاجل، أما منهجية الحرب الإستراتيجية فهي ذات معالم واضحة، وغريب بالفعل عدم التحرك نحوها، إن عقد مؤتمر المعارضة المسلحة في أنقرة، بتنسيق كامل مع الرياض، وبحضور رئيس وممثلي هيئة التفاوض، يمكن أن يُحقق تقدما في مسار توحيد الجبهة العسكرية بأكبر قدر ممكن، فلا توجد ثورة في العالم توحدت كل فصائلها".
وأضاف "تمثل العودة إلى مصطلح ورمزية الجيش السوري الحر، في هيئة أركان تمثل هذه الوحدة العسكرية والميدانية، وتنسجم مع فصائلها، أقرب الطرق لتغيير الميزان العسكري، ونتوقع إن تم ذلك مع دعم نوعي مباشر لهذه القيادة الجديدة للجيش الحر، أن يتحقق ميزان جديد للمعركة".
وشدّد على أن "الحلفاء سيرون كيف سيلتف الشعب من جديد مع ثوراه؛ وعندها يمكن أن يتغير كليا جدول المفاوضات، وتبرز عناصر تُخضع النظام والروس معا، في حين أن من يندب حلب اليوم من السياسيين، قد يندب غدا أرضه كما فعل الأندلسيون".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!