محمد عمر زيدان - خاص ترك برس
العوامل المشتركة بين حكومتي بشار الأسد في دمشق وحيدر العبادي في العراق كثيرة لا بل أكثر من أن تعد أو تحصى ولكن العامل المشترك الذي لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه كبشان هو عامل الطائفية، فكلا الطرفين مجبولان على هذا العامل وهو أحد أهم العوامل المُعتمد عليها في بقاء هذين النظامين السرطانيين في الجسم المسلم، وإن كان كلا النظامين يرفعان شعارات عفّ عنها الزمن مثل الأمة الواحدة والعيش المشترك والعروبة وحق المواطنة، ومع أن كل رئيس يدّعي أنه لا يمثل فئة أو حزب أو منطقة بعينها إنما هو يمثل الشعب، ولكن الواقع يكذّب ما يصرّح به هذا الحاكم أو ذاك.
فمنذ اليوم الأول لاندلاع الحروب في البلدان العربية التي فيها نسبة معينة من الشيعة، أخذت هذه الحروب صبغة طائفية وإن اختلفت في بعض الآراء والعقائد والتوجهات فهي لا تختلف في كونها مدافعة عن النظام السياسي الطائفي. صحيح أن الأشخاص ليس لهم قيمة اعتبارية ولكن المهم أن يبقى نظام الحكومة متمثلاً بأحد الكوادر الشيعية التابعة لولاية الفقيه في إيران.
ففي العراق مثلاً لا يهم من يعتلي سدة الحكم بقدر ما يهم أن يكون شيعيا اثني عشريا للحفاظ على المكتسبات التى حققتها ولاية الفقيه في كل من سوريا والعراق من وصول النظام الشيعي إلى سدة الحكم وهذه المحافظة تحتاج إلى قوة والقوة تحتاج إلى حشد كل الطاقات وتسخيرها في خدمة هذا الهدف ولهذا قاموا بتشكيل الحشد الشعبي في العراق بناء على فتوى المرجعية الدينية (السيستاني). وكان من الأهداف المعلنة لهذا الحشد تحرير العراق من الإرهاب والإرهابيين ولكن الحقيقة كانت أهدافه الغير معلنة أخطر بكثير مما تصور البعض في وسائل الإعلام وكان منها الدفاع عن نظام ولاية الفقيه الذي جاءت به أمريكا عقب سقوط نظام صدام حسين و إبادة أهل السنة و تدمير مدنهم، وما الهجمة الأخيرة على أهل الفلوجة الأبرياء إلا دليل واضح لا لبس فيه ولا غموض فبحجة محاربة داعش والإرهاب يباد الشجر والبشر والحجر لا لشيء وإنما لحقد طائفي مقيت متأصل منذ مئات السنين ولهذا قامت المرجعيات اللادينية بتجييش الخطاب اللاديني في حسينياتها ومقابرها ومزاراتها وقامت بتشكيل ما يسمى الحشد الصهيوصفوي الصليبي لمحاربة أهل السنة في الفلوجة الأبية.
وبالمقابل وليس بعيدا من هنا في سوريا يتكرر نفس المشهد وكأن كاتب السناريو واحد والمخرج ذاته فعلى خطا المرجعيات العراقية قام نظام قاصر دمشق بتشكيل ما يسمى اللجان الشعبية بحجة المحافظة على أمن المدن والأحياء ولكن ما لبثت أن تحولت هذه اللجان إلى ما سمي فيما بعد بالشبيحة التى حملت صبغة طائفية بامتياز. وإن تخفى فلا يخفى على أحد تلك الصور والشعارات الطائفية والفيديوهات المسربة التى تحتوي على كم كبير من الإهانات والحقد البغيض، وإذا أردنا سرد بعض القواسم المشتركة بين النظامين السوري والعراقي فنقول:
- تفجير المساجد والمنازل وتدمير البنية التحتية في مدن أهل السنة وتهجيرهم من مناطقهم لتغيير الديموغرافية السكانية وهذا الأجرام كله موثق بالصوت والصورة فعشرات المساجد التابعة لأهل السنة قد هدمت وقصفت وفجرت في سوريا والعراق نتيجة الحقد الطائفي
- السرقة والنهب (التعفيش) فما حدث في سورية بالأمس يحدث اليوم في العراق من سرقة موصوفة وموثقة لبيوت المدنيين من أهل السنة وذلك بفتوى من مرجعياتهم بأن دم الناصبي وماله وعرضه مباح وهو من الغنائم التي توجب الخمس.
- الشعارات والرايات والصور الطائفية التى يرفعها المقاتلون في كلا البلدين واحدة نظرا للعقيدة القتالية الواحدة التي يحملها الفريقان بأن قتل أهل السنة واجب شرعي على كل شيعة العالم وهذا مما حذا بشيعة العالم إلى القدوم إلى سوريا والعراق للقيام بهذا الواجب ولا يخفى على أحد الكم الكبير من الفيديوهات المسربة للمعممين الشيعة وقاداتهم وأفرادهم الذي يرفعون صور الخميني ورايات يا حسين ويا زينب وينادون يا حسين ويا فاطمة وقد تناسى هؤلاء الحمقى أن ليس في الوجود رب يعبد إلا الله وإن ظنوا زورا وبهتانا بأنهم يحبون أهل البيت أكثر من أهل السنة فهذه خرافات لا يثبتها العلم وينفيها الواقع
وهذا غيض من فيض ولن نسترسل بكل القواسم المشتركة بين الطرفين كما أشرنا آنفا أكثر من أن تعد. ولكن ما نود قوله أن من يقف مع الشيعة اليوم سيبيعهم غدا ومن تعتبر نفسها دولة عظمى اليوم ستصبح صغرى غدا لأنه لا كبير في عالم السياسة والباقي الوحيد هو الشعوب ومن يحمل عقيدة صافية ويترفع عن مهاترات العالم سوف ينتصر ولا بد لإرادة الشعوب أن تكسر إرادة الظلم مهما طال وتجبر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس