مليح ألتنوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
تتحرك الايدي الاثمة من مجرمي حزب العمال الكردستاني وأصحابهم في التنظيم الموازي وغيرهم من أطياف وتجمعات أخرى من أجل تشكيل السياسة الخارجية لتركيا، فهم وباستخدام حيل وخطط كثيرة مثل ما يقومون به الآن في استخدام ورقة الأرمن يريدون فرض إرادات سياسية خارجية على السياسية التركية حتى تصبح تابعة لا متبوعة. ومنه لا يمكن أن نرى اليوم من يعمى عن هذه الحقيقة إلا أن يكون صاحب نية سوداء لا تريد الخير للبلاد، وإلا فكيف يدافعون عن الأرمن ولا يعزّونا على أحزاننا في نفس تلك الأيام عام 1915؟
فما الذي نستطيع فعله من أجل الدفاع عن مصالح بلادنا من تدخلات الأيدي الخارجية الخبيثة؟ الجواب واضح: وهو الاستمرار على ما نحن عليه من تحليل للوقائع من أجل إيجاد أفضل الحلول والبدائل في كل الأصعدة والمستويات الاقتصادية والعسكرية والسياسية. ولو أردنا أن نفعل ما يريدون بالاستسلام لإرادتهم السياسية وإيقاف مشاريعنا الاقتصادية والسياسية العملاقة فإننا قد نستطيع حينها التحرر من خصومتهم لكننا سنبقى كما كنا قبل بضعة عقود دولة متخلفة عن ركب التطور والحضارة، فهل هذا حقا ما نريده؟ بالطبع لا، لذلك يجب أن نعمل بجد وأن نسمع في المقابل لما يُقال النذر اليسير فقط، وفي مثل هذا الموقف يقول رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما عندما سُئِل "هل ستعتذرون لليابان عن جرائمكم السابقة" رد عليه قائلا "لا، ففي الحروب تحدث مثل هذه الأمور، وسنترك الامر للمؤرخين حتى يقرروا".
بدون خجل ولا وجل تنتقد أطراف داخلية مرتبطة بأمريكا ودول أخرى علاقات التقارب التجاري بين تركيا وإيران، فأزلام فتح الله غولن لا يرون غضاضة في نقدهم هذا باعتبار أن أساس حكمهم على الأمر مبني على الرؤية الامريكية للموضوع، فأمريكا التي لم ترَ هي ومواطنوها أي غضاضة في استمرار تجارتهم مع بلدان كانوا قد احتلوها وعاثوا فيها فسادا في دول الجوار أو غير ذلك، ترى في نفس الوقت عدم مشروعية التبادل التجاري بين تركيا وإيران!
ألم تكن أمريكا نفسها هي من كانت تعد التبادل التجاري محظورًا مع إيران أيام الحصار الاقتصادي؟ فكيف أصبح محظور الأمس مباح اليوم وهي توطد العلاقات البنكية بين واشنطن وطهران؟ لماذا لا يقبل المعارضون المحسوبون على الجنسية التركية ما قبله مواطنو أمريكا لوطنهم؟ رغم مطابقة هذه العلاقات الجديدة بين أنقرة وطهران لكل القوانين والأعراف إلا أن زبانية عبد الله غولن ومن لف لفه من أطراف معارضة وإرهابية أخرى يأبون ذلك ولا يقبلون عمل تركيا من أجل مصالحها الخاصة...
ماذا بوسعهم أن يفعلوا؟ فقد تحولت الصحف الغربية من وصف تركيا في الأيام الغابرة بـ"الرجل المريض" إلى وصف وتصوير أردوغان اليوم بالرجل والمحارب المقدام صاحب الأرجل الثقيلة التي لا تتزحزح كالجبال الراسيات يعبر غمام المعارك حاملا علم تركيا عاليا ومرفرفا حتى يغرسه في أعلى التلة والنصر يزين جبينه، فما الذي يستطيعون فعله وقد بات أردوغان يُستقبل في كل أفريقيا استقبال البطل المنقذ؟ وماذا سينفع ألمانيا إذ صادقت على اعتبار ما حصل للأرمن قبل 100 عام هي جريمة إنسانية قام بها الأتراك؟ وماذا ستجني أمريكا غير ثمار العلقم إذا ارتدت لباس حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا؟ فليفعلوا ما هم فاعلون وسنرى حينما ينقشع الغبار ماذا سينفعهم ذلك...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس