غونغور منغي – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس
الحرب أسوء الخيارات الممكنة، وقد قال الفلاسفة إن أسوء سلام ممكن أن يحصل سيكون أفضل من أي حرب.
هل سيدخل الجيش التركي الحرب؟
ذكرت الصحيفة الانجليزية الشهيرة "ذي تايمز" أنه حان موعد تغيير موقف تركيا الثابت تجاه مسألة داعش، تحت بند عريض مفاده "تركيا تشارك في الشجار".
الموضوع ليس مراقبة ما يحصل، وإنما نداء لدخول الحرب.
الحزب الحاكم وكذلك المعارضة تدرك أن الكلمة الأخيرة لمجلس الأمة التركي، ومجلس الأمة أعطى صورة واضحة وثابتة وراسخة حول رؤية تركيا تجاه هذه المسألة موجها رسالة ردع وقوة للعناصر الإرهابية محاولا التقليل من حجم المشاركة في الحرب المحتملة.
والصحافة العالمية كأنها تتخذ سياسة إقناع للعالم بأن تركيا صاحبة القوة الأكبر في المنطقة لهذا عليها أن تواجه داعش بكل ما أوتيت من قوة محاولا إدخالها في الحرب بكل تفاصيلها وبشتى طرقها.
ليست حرب إنما تدبير
نستطيع ملاحظة أن موقف تركيا من الحرب، وحتى بعد الموافقة على المذكرة المتعلقة بهذا الشأن من قبل البرلمان، نلاحظ أن موقف تركيا بعيدا قليلا عن أجواء الحرب، وهذا ما ندركه أكثر من التصريحات التي أدلى بها أحمد داود أوغلو بعد الموافقة على المذكرة من أغلبية مجلس الأمة التركي.
فقد قال داود أوغلو أن "المذكرة ليست من أجل الحرب، وإنما من أجل حماية حدودنا القومية" مضيفا أن هذه المذكرة "من أجل أخذ التدابير اللازمة لمواجهة موجات الهجرة الجماعية التي تتدفق إلى تركيا".
داود أوغلو أوضح أيضا أن هذا القرار ليس من أجل تقييد عملية السلام مع الأكراد وإنما من أجل دعمها لتتقدم أكثر فأكثر إلى الأمام.
بينما ذكر أوغلو أن تركيا مستعدة لدخول حرب التحالف في أي وقت يكون ذلك ملائما لمصالحها القومية، لكنه أكّد أن تركيا لن تدخل حربا برية لوحدها على الإطلاق، ويجب أن لا يفكر أحد بذلك حسبما قال.
نحن أمام مسؤولية تاريخية، وعلى الجميع القيام بما يمليه عليه الواجب وما يمليه عليه ضميره في هذه المرحلة، ليسجل التاريخ أن تركيا في هذه المرحلة ساعدت المظلومين وأنقذت المضطهدين.
لكن المحرّم اليوم، هو استغلال المشاكل الخارجية لتحقيق مكاسب داخلية، لذا يجب أن لا يتهم أي حزب أحزابا أخرى بالخيانة وسوء التصرّف. علينا أن نتوحد في هذه المرحلة الحساسة من أجل الخروج منها بمكاسب حقيقية وبأقل الخسائر الممكنة.
المعارضة لا غنى عنها
الصحف الأجنبية كتبت "تركيا تتجه نحو الحرب" واصفة قرار مجلس الأمة بالموافقة على المذكرة التي عرضت عليه، بالتاريخي.
وهنا لا بد من وجود أصوات معارضة لهذا القرار، فعدم وجود أصوات تحذيرية سيعني أن هناك خللا كبيرا في النظام الذي نتبعه.
رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو اتهم الذين صوتوا ضد مذكرة المشاركة في الحرب على داعش، اتهمهم باستخدام الأسلوب التقليدي لحزب الشعب الجمهوري وهو معارضة كل شيء، واصفا أن هدفهم ليس اتخاذ القرار المناسب، وإنما محاولة عرقلة أي قرار.
داود أوغلو ادّعى أن حزب الشعب الجمهوري يريد الإبقاء على داعش من أجل المحافظة على بقاء نظام الأسد في سدة الحُكم في سوريا، لهذا – حسب أوغلو- فإن اسم حزب الشعب الجمهوري سيبقى مرتبطا باسم داعش في التاريخ.
في كل الأنظمة الديمقراطية وفي كل آلياتها تحصل الأغلبية على ما تريد من قرارات سياسية. لذلك فإن النظام الذي يتبعه حزب العدالة والتنمية من خلال مبدأ "اضغط وأخرس" لن يكون هو المخرج للأزمة التي نعيشها.
أتمنى لكم عيد أضحى سعيد ملؤه المحبة والسلام والطمأنينة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس